قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن مجاهد قال: لما قدم عمر الشام، صنع له دهقان طعاما ولأصحابه، ثم جاء يدعوهم، فقال عمر للناس: من شاء منكم فليجبه، وقال له: ابعث إلى برغيفين ولون واحد من طعامك. قال: ففعل، فأتاه الطعام وهو يمرن بعيرًا له ببعر وقطران فدلك يده بالتراب، ثم نفضها وأكل.
"الزهد" ص ١٥٥
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا علي بن ثابت، عن عبد اللَّه -يعني: ابن يزيد بن السائب- قال: ركب عمر بن الخطاب دابة فرآها تروث شعيرًا، فقال: يأكل هكذا والمسلمون يموتون هزلًا، لا أركبها حتَّى يحيا الناس.
"الزهد" ص ١٥٦
٣٣٥ - ما جاء في زهد عثمان بن عفان -رضي اللَّه عنه- وأخباره
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبو جميع، حدثنا الحسن قال: وذكر عثمان، وشدة حيائه فقال: إن كان ليكون في البيت والباب عليه مغلق، فما يضع عنه الثوب ليفيض عليه الماء؛ يمنعه الحياء أن يقيم صلبه.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حماد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام، عن حميد بن نعيم، أن عمر وعثمان -رضي اللَّه عنهما- دعيا إلى طعام فلما خرجا قال عثمان لعمر: قد شهدنا طعاما لوددنا أن لم نشهده، قال: لم، قال: إني أخاف أن يكون صنع مباهاة.
قال أبو عبد الرحمن: رجاء هذا هو: رجاء بن أبي سلمة.
"الزهد" ص ١٥٧
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن أبي