هشام بن زياد العدوي أخو العلاء بن زياد، فقال مالك بن دينار له: حدثهم حديث أخيك. قال: نعم، كان أخي العلاء بن زياد يحيى كل ليلة جمعة، فجاء ذات ليلة فقال لامرأته أسماء: يا أسماء، إني أجد الليلة فترة، فإذا مضى كذا وكذا من الليل فأيقظيني، قال: فلما جاءت الساعة انتبه فزعًا، فقال: إنه أتاني آت فأخذ بمقدم رأسي، قال: يا ابن زياد، قم فاذكر اللَّه عز وجل يذكرك. قال هشام: فواللَّه ما زلن تلك الشعرات قيامًا في مقدم وجهه ما صحب الدنيا وبعد موته، ولقد غسلناه وإنهن لقيام وما سكنَّ.
"الزهد" ص ٣١١
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، عن قتادة، عن العلاء بن زياد أنه قال: إنما نحن قوم وضعنا أنفسنا في النار، فإن شاء اللَّه أن يخرجنا منها أخرجنا.
"الزهد" ص ٣١٢
[٣٩٨ - ما جاء في زهد سعيد بن جبير وأخباره]
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا عبد اللَّه، حدثنا مسلم بن قتيبة، حدثنا الأصبغ، عن القاسم: كان سعيد بن جبير يبكي حتى عمش.
قال عبد اللَّه: حدثني أبي: حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا عبد الملك بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير: أنه كان يختم القرآن في كل ليلتين.
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا أصبغ بن زيد، حدثنا القاسم بن أبي أيوب قال: سمعت سعيد بن جبير يردد هذِه الآية في الصلاة بضعا وعشرين مرة: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}[البقرة: ٢٨١].