فقال: إنما قوي بشر؛ لأنه كان وحده، لم يكن له عيال، ليس من كان معيلًا كمن كان وحده، لو كان إليّ ما باليت ما أكلت.
"الورع"(٣١١ - ٣٢٠)
[٤٤٨ - ما جاء في زهد عطاء بن محمد الحراني وأخباره]
قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه، وذكر ورع عطاء بن محمد الحراني، فذكر من ورعه، قال: كان إذا قدم مكة حمل معه أحمال طعام، وقال: لا أنافس أهل مكة في سعرهم. وكان يتأول هذِه الآية:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ}[الحج: ٢٥].
قال أبو عبد اللَّه: ما بلغني عن أحد أنه نظر في هذا غير هذا.
"الورع"(٥)
[٤٤٩ - ما جاء في زهد محمد بن الضحاك وأخباره]
قال المروذي: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول، وذكر محمد بن الضحاك صاحب بشر بن الحارث؛ فقال: كان أبوه الضحاك شيخًا سليمًا، قد كتب عن إسرائيل، وكان يعلم بني محمد، وكان إذا ذهب حمل إداوة فيها ماء. ثم قال أبو عبد اللَّه: هو يأخذ منهم، ولا يرى أن يشرب من مائهم، وجعل يعجب من سلامته.