قال أبو الفضل صالح: دخلت على أبي يوفا فقلت: بلغني أن رجلًا جاء إلى فضل الأنماطي، فقال له: اجعلني في حل إذا لم أقم بنصرتك فقال فضل: لا جعلت أحدًا في حل، فتبسم أبي وسكت. فلما كان بعد أيام قال لي: مررت بهذِه الآية {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[الشورى: ٤٠]، فنظرت في تفسيرها، فإذا هو ما حدثني به هاشم بن القاسم، حدثني المبارك، حدثني من سمع الحسن يقول: إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين يوم القيامة، ونودوا: ليقم من أجره على اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فلا يقوم إلَّا من عفا في الدنيا.
قال أبي: فجعلت الميت في حل من ضربه إياي، ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب اللَّه تعالى بسببه أحدًا.
"سيرة الإمام" برواية ابنه صالح ٦٤ - ٦٥
قال عبد اللَّه: قال أبي: حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد اللَّه الجدلي قال: قلت لعائشة رحمها اللَّه: كيف كان خلق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في أهله؟ قالت: كان أحسن الناس خلقا؛ لم يكن فاحشا، ولا متفحشا، ولا صَخَّابًا بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.
"الزهد" ص ٩
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا إسماعيل -يعني: العبدي، عن أبي المتوكل أن أبا هريرة كانت له زنجية، فدعمتهم بعملها، فرفع عليها السوط يوما فقال: لولا القصاص لأغشيتك به، ولكن سأبيعك ممن يوفيني ثمنك، اذهبي فأنت للَّه عَزَّ وَجَلَّ.