قال: قلت له: يا أبا عبد اللَّه: لم قلت له؟ لعله يعود.
قال: ألم تر إلى ما قلت له: إن لم تعد؟ فقد اشترطت عليه.
ثم قال: ما أحسن الشرط! إذا أراد أن يعود فلا يعود إن كان له دين.
"مسائل ابن هانئ"(١٩٦١)
قال ابن هانئ: وسألته عن الحديث الذي جاء: إذا بلغك شيء عن أخيك فاحمله على أحسنه حتى لا تجد له محملًا (١). ما يعني به؟
قال أبو عبد اللَّه: يقول: تعذره، تقول: لعله كذا، لعله كذا.
"مسائل ابن هانئ"(٢٠٢٥)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن طاوس، عن أبي هريرة، قال: إياكم والظن، فإنه من أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد اللَّه إخوانًا، كما أمركم اللَّه عز وجل.
"الزهد" ص ٢٢٣
قال عبد اللَّه، حدثنا أبي: حدثنا عبد الوهاب، عن إسحاق، عن مطرف، أنه قال: المعاذر مفاجر والمعاتب مُغاضب.
"الزهد" ص ٢٩٦
قال المروذي: سمعت رجلًا يقول لأبي عبد اللَّه: اجعلني في حل، قال: من أي شيء؟ قال: كنت أذكرك -أي: أتكلم فيك- فقال له: ولم أردت أن تذكرني؟ فجعل يعترف بالخطأ، فقال له أبو عبد اللَّه: على ألا تعود إلى هذا.
قال له نعم. قال: قم، ثم التفت إلى وهو يبتسم، فقال: لا أعلم أنني
(١) رواه ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" (٣٩) عن عمر بن عبد العزيز.