قال المروذي: سمعت أبا عبد اللَّه يقول لشجاع بن مخلد: يا أبا الفضل! إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل.
قال: سمعت مخلد بن حسين وذكر إنسانًا استسقى من منزل أبي السوار ماء، فقالت امرأته: ما في الجب قطرة، أو ما عندنا قطرة من ماء، قال: فذهب إلى عكر الجب أو ما في أسفله، قال: فجاء فصب على رأسها، وقال: يا أمَّ السوآت، كم هاهنا من قطرة.
"الورع"(٢٤٥ - ٢٤٦).
قال المروذي: وقال لي أبو عبد اللَّه: قد كفى بعض الناس من مكة إلى ههنا أربعة عشرة درهمًا. قلتُ: من يا أبا عبد اللَّه؟ قال: أنا.
"الورع"(٤٠٧).
قال المروذي: وسمعت أبا عبد اللَّه يقول: قد تفكرت في هذِه الآية: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}[طه: ١٣١] ثم قال: تفكرت في رزقهم -وأشار نحو العسكر- وقال: رزق يوم بيوم خير.
"الورع"(٤٠٨).
قال المروذي: قلتُ لأبي عبد اللَّه: أيش تفسير: "خير الرزق ما يكفي"(١)؟ قال: هو قوت يوم بيوم، ولا يهتم لرزق غد.
"الورع"(٤١٠)
(١) هذا حديث مرفوع رواه أحمد ١/ ١٧٢، وابن أبي شيبة ٧/ ١٠٥ (٣٤٣٦٦)، وعبد ابن حميد في "المنتخب" ١/ ١٧٦ (١٣٧)، وأبو يعلى ٢/ ٨١ (٧٣١)، وابن حبان ٣/ ٩١ (٨٠٩)، والبيهقي في "الشعب" ١/ ٤٠٦ - ٤٠٧ من حديث سعد بن أبي وقاص. قال الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٨١: فيه محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، وقد وثقه ابن حبان وقال: روى عن سعد بن أبي وقاص. قلت: وضعفه ابن معين