يَا مسلمة! أترى لو أن رجلًا أكل هذا، ثم شرب عليه من الماء أكان يجزيه إلى الليل؟ قلت: لا أدري.
قال: فرفع أكثر منه. فقال: هذا؟
قلت: نعم يَا أمير المؤمنين، كان كافيه دون هذا، حتَّى لا يبالي أن لا يذوق طعامًا غيره.
فقال: فعلَام يدخل النار!
قال مسلمة: فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذِه.
حدثني محمد بن إدريس البزار قال: سمعت بشر بن الحارث يقول: ما ينبغي للرجل أن يشبع اليوم من الحلال؛ لأنه إذا شبع من الحلال، دعته نفسه إلى الحرام، فكيف من هذِه الأقذار؟ !
سمعتُ بعض أصحابنا -وهو: أبو حفص؛ ابن أخت بشر- قال: سمعت بشرًا يقول: ما شبعت منذ خمسين سنة.
سمعتُ أبا نصر التمار يقول: قال لي بشر بن الحارث: إنِّي لأشتهي هذا الباذنجان منذ عشرين سنة.
حدثنا عباد بن راشد، عن الحسن قال: قيل لسمرة: إن ابنك قد بشم الليلة. فقال: لو مات ما صليت عليه.
عن عمرو بن الأسود العنسي؛ أنه كان يدع كثيرًا من الشبع؛ مخافة الأشر.
"الورع"(٣٣٠ - ٣٥٣)
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا الفضل، عن الحسن: قال لقمان لابنه: يا بني، لا تأكل شبعًا فوق شبع، فإنك إن تُلْقِه بنَبْذِه للكلب خير لك من ذلك.