أن يسخن الماء من الموضع الذي أكره؟ قال: لا، ترك الغسل أعجب إليّ من هذا.
"الورع"(١٤٧)
قال المروذي: قلت لأبي عبد اللَّه: إن رجلًا قال لي: قل لأبي عبد اللَّه: ما تقول في النفاطة لمن يكره ناحيته، ينقطع شسعي أستضيء به؟
قال: لا. وذكر أبو عبد اللَّه عثمان بن زائدة.
وذكرتُ له قصة النار أن غُلامه أخذ له نارًا من قومٍ يكرههم عثمانُ فطفاه. فقال أبو عبد اللَّه: هذا أشد من أمر عثمان. وقال: عثمان إنما أخذ له من حطبه، فالنفاطة أشد، ثم قال أبو عبد اللَّه: قد قال عثمان بن زائدة لسفيان: من نسأل بعدك؟ فقال: سلوا زائدة.
حدثني عباس العنبري قال: سمعت أبا الوليد يقول: كنت مع عثمان بن زائدة بالري، فانطفأ مصباحه، فذهب غلامه فأخذ له نارًا من قوم، فقال له عثمان: من أين هذا؟ قال: من موضع -سماه- قال: فطفأه عثمان، وقال: لا نستضيء بنارهم.
سمعت عباسًا العنبري يقول: قال لي بشر بن الحارث: انظر أن تكتب إليّ بأخلاق عثمان بن زائدة.
قلت لأبي عبد اللَّه: تنور سجر بحطب أكرهه، فخبز فيه، فجئت أنا بعد فسجرته بحطب آخر، أخبز فيه؟ فقال: لا. أليس قد أحمى بحطبهم؟ ! وكرهه.
قلت لأبي عبد اللَّه: ما تقول في قدر طبخت بنار يكره حطبها، أو سميت له الحطب. قال: لا. وكرهه.