ما بال قومك يلبسون مسوك الضأن، ويتشبهون بالرهبان؟ كلامهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمرُّ من الصبر، أبي يغترون؟ ! أم إياي يخادعون؟ ! وعزتي لأتركن العالم منهم حيران، ليس مني من تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له؛ من آمن بي فليتوكل علي، ومن لم يؤمن بي فليتبع غيري.
"الزهد" ص ٦٨
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا ابن آتش، حدثنا منذر، عن وهب قال: يقول الرب تبارك وتعالى: إذا توكل عليَّ عبدي، لو كادته السماوات والأرض جعلت له من بين ذلك المخرج.
"الزهد" ص ٦٩
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا إسماعيل، حدثنا ابن عون، عن محمد: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دخل على بلال رحمه اللَّه فرأى عنده صبرا من تمر، فقال له:"ما هذا؟ " قال: هذا تمر ادخرته. قال:"أفما تخاف أن يكون له بخار في نار جهنم؟ أنفق بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا".
"الزهد" ص ٩٨
قال عبد اللَّه، حدثني أبي، حدثنا محمد بن الحسن بن آتش، حدثنا منذر، عن وهب: إن سائحًا وردءًا له -يعني: تابعا يتبعه- مرا بأسد وهو رابض على الطريق يلتمس الفريس، فجعل الردء يحدث السائح يقول: الأسد الأسد، وجعل السائح لا يلتفت إليه، حتى مرا بالأسد، فقام الأسد فتنحى عن الطريق، فلما جاوزا قال الردء لكبيره: ألم أكن أحذرك الأسد؟ قال السائح: أوظننت أني أخاف شيئا دون اللَّه عز وجل؟ لئن تختلف الأسنة فيَّ أحب إليَّ من أن يعلم اللَّه عز وجل أني أخاف شيئا دونه.