أسفل من ذلك؛ منهم الساجد، ومنهم القائم، لم يزالوا كذلك منذ خلق اللَّه الخلق إلى أن تقوم الساعة، قال: وإذا ملائكة أسفل من ذلك؛ سجود منذ خلق اللَّه الخلق، إلى أن ينفخ في الصور، رفعوا رءوسهم، فإذا نظروا إلى العرش قالوا: سبحانك، ما كنا نقدرك حق قدرك. ثم رأيت العرش تدلى من تلك الفرجة، فكان قدرها، ثم أفضى بي إلى ما بين السماء والأرض، وكان ملء ما بينهما، ثم دخل من باب الرحمة فكان قدره، ثم أفضى بي إلى المسجد، فكان قدره، ثم وقع على الصخرة، فكان قدرها، قال: يا ابن آدم، قال: فصعقت، وسمعت صوتا لم أسمع مثله قط، قال: فذهبت أقدر ذلك الصوت، فإذا قدره كعسكر اجتمعوا، فاجلبوا بصوت واحد وكيفية اجتمعت، فتدافعت ولقي بعضها بعضا، أو هو أعظم من ذلك، قال حزقيل: فلما صعقت قال: أنعشوه؛ فإنه ضعيف، خُلِقَ من ضَعْف، ثم قال: أذهب إلى قومك فأنت طليعتي عليهم؛ كطليعة الجيش، من دعوته منهم فأجابك واهتدى بهداك، فلك مثل أجره، ومن غفلت عنه حتى يموت ضلالا، فعليك مثل وزره، لا يخفف ذلك من أوزارهم شيئا، قال: ثم عرج بالعرش واحتملت، حتى رددت إلى شاطئ الفرات، فبينا أنا نائم على شاطئ الفرات، إذ أتاني ملك فأخذ برأسي، فاحتملني، حتى أدخلني جنب بيت المقدس، فإذا أنا بحوض ماء، لا يجوز قدمي، قال: ثم أفضيت منه إلى الجنة، فإذا شجرها على شطوط أنهارها، وإذا هو شجر لا يتناثر ورقه، ولا يفنى ثمره، وإذا فيه الطلع، والغض، والينيع، والقطيف، قال: قلت: فما لباسها؟ قال: هو ثياب كنبات الجوز؛ ينفلق عن أي لون شاء صاحبه. قلت: ما أزواجها؟ قال: فعرضن عليَّ، فذهبت لأقيس حسن وجوههن، فإذا هن