قال: قال أبو الصهباء صلة بن أشيم: طلبت الدنيا من مظان حلالها، فجعلت لا أصيب فيها إلا قوتًا، أما أنا فلا أعيل فيه، وأما هو فلا يجاوزني، فلما رأيت ذلك قلت: أي نفس، جعل رزقك كفافًا فأربعي، فربعت ولم تكد.
"الزهد" ص ٢٥٧
قال عبد اللَّه: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا عوف، عن أبي السليل قال: حدثه ابن أشيم قال: كنت أسير على دابة بهذِه الأهواز إذ جعت جوعا شديدا فلم أجد أحدا يبيعني طعاما، وجعلت أتحرج أن أصيب من أحد من الطريق شيئا، قال: فبينا أنا أسير -قال: حسب أنه قال: أدعو ربي عز وجل وأستطعمه- إذ سمعت وجبة خلفي، فالتفت فإذا أنا بمنديل أبيض، فنزلت عن دابتي فأخذت الثوب، فإذا فيه دَوْخَلَّة (١) من رطب، قال: فأخذته وركبت دابتي وأكلت منه حتى شبعت، وأدركني المساء فنزلت إلى راهب في دير له فحدثته الحديث، فاستطعمني من الرطب فأطعمته رطبات، قال: ثم إني مررت على ذلك الراهب فإذا نخلات حسان جمال قال: إنهن لمن رطباتك التي أطعمتني، وجاء بالثوب إلى أهله فكانت امرأته تريه الناس.
"الزهد" ص ٢٥٧ - ٢٥٨
قال عبد اللَّه: حدثني أبي، حدثنا محمد بن مصعب قال: سمعت مخالد بن حسين قال: قال هشام: قالت حفصة: حدثتني معاذة قالت: ما زال ذلك المنديل بين أيدينا حتى قتل صلة رحمه اللَّه ففقدنا المنديل.