للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القاهرة، وسافر معه خلايق، وسافرت معه إلى القاهرة. فلما وصلنا إلى غزة، أخبر أهلها أنّه وقع عندهم برد عظيم، قتل الطّير في السماء، والوحوش في الأرض، وذكر لي أنّه وزنت الواحدة منها فبلغت أوقية ونصف، وأنّه نزل من السّماء على هيئة الوحوش، فسبحان القادر على كل شيء.

وفي يوم الاثنين تاسع عشره، توفي الخواجا شمس الدين:

• محمد (١) بن عيسى/القاري، الدمشقي. وقد وزن على تركة أبيه للسلطان الملك الأشرف قايتباي مائة ألف دينار، فلم يتهنّ بتركة أبيه، رحمه الله تعالى.

ربيع الأول: وفي يوم الأحد مستهله، وصل إلى القاهرة أركماس، أمير الحاج الشامي، فلم يمكّن من الحضور على السلطان، ونهره، نصره الله تعالى.

وفي يوم الاثنين تاسعه، دخل الأمير ماماي إلى القاهرة، وعليه خلعة سلطان الروم جميعها بالذهب، ذكر أنّ قيمتها ثلاثة آلاف دينار. وحضر على السلطان بها، واستمر لابسها، وركب معه أركان الدولة السلطانية، وكان له نهار مشهود. ودخلنا معه إلى القاهرة، وهي أول رحلتي إليها، فلله الحمد على صلح سلطاننا، مع صاحب الروم.

وفي خامس عشره توفي القاضي:

• محب الدين بن الفرفور صاحب ديوان الجيش بدمشق. وصلّي عليه بالجامع الأموي، وختم على بيته، ثم حفر فلم يوجد فيه سوى مائتين وعشرين دينارا، وكان متهما بالمال الكثير، رحمه الله تعالى.

وفي يوم الثلاثا رابع عشريه، وصل إلى القاهرة، الأمير قطج دوادار نايب الشام قانصوه اليحياوي، في ترسيم إينال مملوك المقر الأشرف (٢) الأتابكي أزبك، أمير كبير. وسبب طلب قطج، ما قدمته قبل ذلك من نهبه لبلاد بعلبك يونين بلد المقام الشريف، وفصّة (٣) وسرعين، وغيرهم، وما جرى في ذلك من الأهوال.

/وفي هذا الشهر، توفي الشيخ الفاضل:


(١) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ١٢٨. من أهل دمشق ومن التجار (خواجا). وضع السلطان ضريبة كبيرة على تركة أبيه.
(٢) المقر الأشرف الأتابكي أزبك: هو أتابك العساكر بمصر وهو قائد الجيش يتصرف بشؤونه، ومنصبه من أرقى المناصب المملوكية. انظر: ابن طولون. مفاكهة الخلان ١/ ٢٩،١٦٧.
(٣) فصّة: قرية قريبة من بعلبك، كانت من إقطاعات السلطان المملوكي.

<<  <  ج: ص:  >  >>