للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي سادسه، أعيدت وكالة السلطان/على القاضي ناصر الدين الصفدي، وخلع عليه.

وفيه ضمن رجل يسمّى الباسطي، نقيب المحتسب بالقاهرة، كلّ سنة بستة عشر ألف دينار، يأخذها من السّوقة (١) وخلع عليه. فرجمه العامة، فطلب السلطان جماعة منهم، وضربهم بالمقارع، وأشهرهم على جمال.

وفي سادسه توفي سيدي الشيخ العلاّمة، محبّ الدين:

• محمد (٢) ابن شيخ الإسلام، قاضي القضاة زكريا، مات غريقا. فإنّه ركب في يوم عاصف في النيل، في مركب صغير، فهاجت الرّيح فألقته في البحر فغرق، فحمل إلى منزله بمدرسة السّنقرية (٣)، وكان آخر النهار. ثم في سابعه غسّل، وصلّي عليه بالجامع الأزهر، وكان له جنازة لم تشهد لغيره، ودفن بالصحراء بتربة الصوفة (٤)، وكان عالما فاضلا مفننا، رحمه الله تعالى. وبلغ من العمر خمسة وأربعين سنة، إلا أشهرا، كما أخبرني بذلك والده شيخ الإسلام. ولما بلغه أنّه غرق، وكان يقرأ عليه الطلبة في العلم، فلم يبطّل الدرس، واستمرّ على حالته إلى حين فراغ القراءة، وهو صابر محتسب.

/وفي ثاني عشره، أعيدت الحسبة بالقاهرة، للأمير جان بلاط الموتر، وخلع عليه، وقبض على الباسطي المتقدم ذكره، ووضع في الحديد (٥).

وفي رابع عشره، وصل إلى القاهرة، جثة الأمير كرتباي الأحمر، نايب الشام، ووضعت بتربته بالصحراء، لصيق الجبل الأحمر (٦).

وفي خامس عشره، وصل الأمير خاير بك القاصد ببلاد الروم، من قبل الناصر، وخلع عليه وعلى من معه.

وفي سادس عشره، قبض الأمير الدوادار الكبير طومان باي، ومن معه من


(١) السّوقة: أصحاب السوق بالقاهرة.
(٢) انظر: ابن إياس. بدائع الزهور ٣/ ٤١٠.
(٣) مدرسة السّنقرية: تقع بالقاهرة تجاه خانقاه سعيد السعداء فيما بين رحبة باب العيد وباب النصر، أنشئت سنة ٧٠٠ هـ وبجوارها مسجد وكتاب لإقراء الأيتام. الخطط المقريزية ٢/ ٣٨٨.
(٤) تربة الصوفية: إحدى المقابر خارج القاهرة بالصحراء. النجوم الزاهرة ١٦/ ١٦٤.
(٥) وضع في الحديد: أي صفّد وقيّد بسلاسل الحديد.
(٦) الجبل الأحمر: يطلّ على القاهرة من شرقيها الشمالي، ويعرف باليحموم أي الأسود لغة. خطط المقريزي ١/ ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>