للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العساكر على حميد بن عمر، حاكم الصعيد، وقطع رأسه، وجهّزه إلى القاهرة، وعلّق على باب زويلة، فاختبط الصعيد بسبب ذلك. وأحرق إخوة ابن عمر الشّون (١) والمغلات، وقصب السكر، وذبحوا المواشي، وهربوا.

وفي سادس عشره أيضا، توفي زين الدين:

• عبد (٢) القادر، ديوان القلعة بدمشق.

وفي عشرينه، تكاملت نفقة السلطان، الملك الظاهر على العساكر بسبب حلوان (٣) السلطنة.

وفي ثاني عشرينه، اجتمع الأمراء، وأمير كبير أزبك في القلعة، وتشاوروا في أمر أقبردي الدوادار، ما يفعل به، ومن عصى معه، ولم يتمّ الأمر، ثم خلع على أمير كبير خلعة العافية (٤).

/وفي سادس عشريه، شكى جماعة من الحجازيين للسلطان، على مباشرين (٥) الحرمين بالقاهرة، فطلب ولد جمال الدين الصاني (٦)، أمين (٧) الحكم ورسّم عليه.

فبلغ ذلك شيخ الإسلام زكريا، فقفل بابه وامتنع من الناس إلى آخر الشهر.

رمضان: ثم في يوم الجمعة مستهله، طلع السادة القضاة للتهنئة بالقلعة، وكان أول من تكلم في المجلس، شيخ الإسلام زكريا الشافعي، فقال: يا مولانا السلطان أنا ضعفت، وضعف بصري، واعفوني من القضاء. فلم يوافق السلطان على ذلك، وقال: أنت البركة والعمدة، وساعده أركان الدولة في ذلك. وحصل له غاية الإنصاف. وقال قاضي القضاة شهاب الدين الششيني الحنبلي (٨): يا مولانا شيخ


(١) الشّون: مفردها الشّونة، وهي مخزن الغلّة (كلمة مصرية) /المعجم الوسيط/.
(٢) انظر في: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٢١٢.
(٣) حلوان السلطنة: عطاء أو مكافأة السلطان للمماليك بسبب توليه السلطنة.
(٤) خلعة العافية: خلعة الشفاء من المرض.
(٥) مباشرو الحرمين: هم الموظفون الذين يهتمون بشؤون وأعمال الحرمين في الديار الحجازية ومقرهم في القاهرة. القلقشندي، صبح الأعشى ٣/ ٤٥١.
(٦) جمال الدين الصاني: هو نائب قاضي القضاة الشافعي بمصر سنة ٩٢٢ هـ. مفاكهة الخلان ٢/ ١٤.
(٧) أمين الحكم: كان لقب الأمين في العهد المملوكي يطلق على موظفي الديوان ويشبه النائب في عمله. حسن باشا، الألقاب الإسلامية ص ٢١٥.
(٨) انظر: ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/ ٣٢٥. السخاوي. الضوء اللامع ٢/ ٩/١.

<<  <  ج: ص:  >  >>