للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر الحافظ حديث زيد بن حارثة، وسأذكره بعد إن شاء الله تعالى.

وذكر ابن إسحاق اتخاذ قريش الأصنام ثم قال: "وهي تعرف فضل الكعبة عليها؛ لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم الخليل ومسجده".

أقول: ولعلمهم بأن احترامها من دين إبراهيم الذي بلَّغه عن ربه عزَّ وجلَّ لم ينعتوها بالألوهية كما نعتوا أصنامهم، ولم يصفوا احترامهم لها بأنه عبادة لها كما قالوا في أصنامهم، بل كانوا يرون أن احترامهم لها عبادة لله عزَّ وجلَّ، وسيأتي إيضاح هذا إن شاء الله تعالى.

وذكر ابن إسحاق شأن زمزم وتجديد عبد المطلب لها وقول قريش: "إنها بئر أبينا إسماعيل" (١).

وبالجملة فالشواهد على ما ذكرت من معرفتهم بأصل دعوة إبراهيم وإسماعيل ودعواهم أنهم على دين إبراهيم كثيرة، وفيما ذكرت كفاية إن شاء الله تعالى.

ومع ذلك فقد كان بقي فيهم من شريعة إبراهيم عليه السلام أشياء:

[ز ١٨] منها: في العقائد: علمهم بأن الله هو الحق، قال قائلهم ــ وأنشده بين ظهرانيهم فلم ينكروه ــ:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل (٢)


(١) سيرة ابن إسحاق ص ٣.
(٢) راجع صحيح البخاريِّ، كتاب بدء الخلق [وفي السلطانيَّة: كتاب مناقب الأنصار]، باب أيَّام الجاهليَّة، ٥/ ٤٢، ح ٣٨٤١. وصحيح مسلمٍ، كتاب الشعر، ٧/ ٤٩، ح ٢٢٥٦. [المؤلف]