وفي حديثٍ ثالثٍ:«لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرًا لما به بأس»(١).
وبالجملة فتحقيق ما هو شرك وما ليس بشرك متوقف على تحقيق معنى كلمة التوحيد (أشهد أن لا إله إلا الله)، فعلى المسلم السعي في ذلك، وعليه أن يلتزم قبل تحقيق معناها الاحتياط، ولا يكفيه الاحتياط مع الإعراض عن الاجتهاد في تحقيق معناها. ولما كان معظم الاشتباه في معناها إنما جاء من الاشتباه في معنى الإلاهة والعبادة، فلنشرع في تحقيق معناهما، وأرجو الله تبارك وتعالى أن يهديني والمسلمين لما اختلف فيه من الحق بإذنه ويحفظنا من الزيغ والزلل بفضله ومَنِّه، آمين.
* * * *
(١) أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق، باب ١٩، ٤/ ٦٣٤ ح ٢٤٥١، وابن ماجه في كتاب الزهد، باب الورع والتقوى ٢/ ١٤٠٩ ح ٤٢١٥، وضعَّفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي.