للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدن حيوان برأس إنسان وجناحي طائر، ويعبدون تلك التماثيل (١).

ويؤيد أن [هذا] (٢) كان اعتقادَ قوم إبراهيم عليه السلام ما قد أخبر الله عزَّ وجلَّ عنه في قوله: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (٨٨) فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (٨٩)}، فإنه أوهمهم بنظره في النجوم أنه عرف من دلالتها أنه سيَسْقَم، فقوله: {إِنِّي سَقِيمٌ} أراد به: إني سأسقم. وقرينة ذلك نظرُه في النجوم، وإيهامه المذكور.

وصدق عليه السلام في قوله: إنه سيَسْقَم؛ فإنَّ كلَّ إنسان مُعرَّضٌ لسقَم.

وما ورد من [أنه] من المعاريض هو ــ والله أعلم ــ نظره في النجوم؛ فإنه أوهمهم أنه عرف من دلالتها أنه سَيَسْقَم، وهو لم يعرف (منها) ذلك، وإنما [أوهمهم]، فهذا الإيهام هو الذي من المعاريض، والله أعلم.

وقد دلّت الآية على أن النظر في النجوم والاستدلال بها على ما سيحدث كان معروفًا عند القوم، ومن هنا ــ والله أعلم ــ ألَّهوها.

وعلى هذا الوجه فلماذا كانوا يؤلِّهون الكواكب؟

جاء في التفسير المذكور (٣) أيضًا أنهم كانوا يصفون المشتري بالرِّب العظيم، والملك، وملِك الآلهة، والإله المجيد، والقاضي، والقديم، وقاضي الآلهة، ورب الحروب، وملِك السماء، ورب الأبديَّة العظيم، ورب الكائنات، ورئيس الآلهة، وإله الآلهة.


(١) انظر: تفسير الجواهر ١٠/ ٢٠٦. [المؤلف]
(٢) ما بين المعقوفين لم يظهر في الأصل بسبب بلل أصاب طرف الورقة
(٣) تفسير الجواهر ١٠/ ٢٠٦. [المؤلف]