للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمرِّيخ بإله الحرب والصيد، الرجل العظيم، البطل القدير، ملك الحرب، المهلك، جبَّار الآلهة.

[س ٨٩/ب] ومن صفاتهم للزُّهَرة ملكة الآلهة والآلهات.

ولعطارد ربّ الأرباب الذي لا مثيل له.

واستدلّ صاحب التفسير بهذه الأوصاف المتناقضة الظاهر بأنهم كانوا يصفونها على سبيل المبالغة في المدح.

أقول: وعلى كلِّ حال فوصفهم لتلك الكواكب صريحٌ في أنهم يعتقدون لها التدبير والتصرُّف، وبقي علينا أن نفهم بأيِّ كيفية تدبِّر وتتصرَّف في زعمهم؟

جاء في الملل والنحل (١) للشهرستاني: ["فإن عندهم [أي الصابئة] أن الإبداع الخاصَّ بالرَّبّ تعالى هو اختراع الروحانيات ثم تفويض أمور العالم العلوي إليها والفعل الخاصّ بالروحانيات هو تحريك الهياكل (الكواكب) ثم تفويض العالم السفلي إليها, كمن يبني معْمَلة وينصب أركانًا للعمل من الفاعل والمادَّة والصورة وتفويض العمل إلى التلاميذ" (٢)].

وفي شرح المقاصد: [" (قال: وزعموا أن لكل فلك روحًا) يشير إلى ما ذهب إليه أصحاب الطِّلَّسمات (٣) من أن لكل فلك روحًا كليًّا يدبر أمره وتتشعب منه أرواح كثيرة, مثلًا للعرش ــ أعني الفلك الأعظم ــ روح يدبر


(١) بيض المؤلف للنقلين فأضفتهما من الكتابين اللذين ذكرهما.
(٢) الملل والنحل ٢/ ١٢٨.
(٣) سبق التعريف بها في ص ٣٣٤.