للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي صحيح مسلمٍ أيضًا نحوه عن ابن مسعودٍ، وعن أبي هريرة، وعن النعمان بن بشيرٍ، وعن البراء بن عازبٍ، كلُّهم عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (١).

وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: سمعت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: [٥٩١] «إن عبدًا أصاب ذنبًا، وربما قال: أذنب ذنبًا، فقال: رب أذنبت، وربما قال: أصبت، فاغفره، فقال ربُّه: أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا أو أذنب ذنبًا فقال: ربِّ أذنبت أو أصبت ذنبًا (٢) فاغفره فقال: أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي. ثم مكث ما شاء الله، ثم أذنب ذنبًا، وربما قال: أصاب ذنبًا قال: قال: ربِّ، أصبتُ أو أذنبت آخر فاغفره لي فقال: أعَلِمَ عبدي أنَّ له ربًّا يغفر الذنوب ويأخذ به، غفرت لعبدي ثلاثًا فليفعل ما شاء» (٣).

وروى الإمام أحمد والدارميُّ عن أبي ذرٍّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن ربِّه قال: «ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك، ابن آدم! إن تلقني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة بعد أن لا تشرك بي شيئًا، ابن آدم! إنك إن تذنب حتى يبلغ ذنبك عنان السماء ثم تستغفرني أغفر لك ولا أبالي» (٤).


(١) صحيح مسلمٍ، كتاب التوبة، بابٌ في الحضِّ على التوبة والفرح بها، ٨/ ٩١ - ٩٣، ح ٢٦٧٥ و ٢٧٤٤ - ٢٧٤٧. [المؤلف]
(٢) في صحيح البخاريِّ: «آخر» بدل «ذنبا»، بالاكتفاء بالصفة وحذف الموصوف.
(٣) البخاريّ، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ}، ٩/ ١٤٥، ح ٧٥٠٧. ومسلم، كتاب التوبة، باب قبول التوبة من الذنوب، ٨/ ٩٩، ح ٢٧٥٨. [المؤلف]
(٤) مسند أحمد ٥/ ١٦٧ و ١٧٢، سنن الدارميِّ، كتاب الرقاق، بابٌ إذا تقرَّب العبد إلى الله تعالى، ٢/ ٣٢٢، ح ٢٨٣٠. [المؤلف]