[ذم النميمة في واحة الشعر ..]
قال أحد الشعراء:
تنح عن النميمة واجتنبها ... فإن النمّ يحبط كل أجر
يثير أخو النميمة كل شر ... ويكشف للخلائق كل سر
ويقتل نفسه وسواه ظلماً ... وليس النم من أفعال حر
ولقد أحسن من قال:
عجبت لواش ظل يكشف أمرنا ... وما بسوى أخبارنا يتنفس
وماذا عليه من عنائي ولوعتي ... أنا آكل الرمان والولد تضرس
ورحم الله من قال:
وفي النّاس من يغري الورى بلسانه ... وبين البرايا للنّميمة يحمل
يرى أنّ في حمل النّميمة مكسبًا ... تراه بها بين الورى يتأكّل
وقال آخر:
ويحرم بهت واغتيابٌ نميمة ... وإفشاء سرٍ ثم لعن مقيدِ
ورحم الله الحسن البصري حين قال:
لا تفش سراً ما استطعت إلى امرئ ... يفشي إليك سرائراً يستودع
فكما تراه بسر غيرك صانعاً ... فكذا بسرك لا أباً لك يصنع
وقال آخر:
لا تقبلن نميمة بُلِّغتها ... وتحفَظَّن من الذي أنبأكها
إن الذي أهدى إليك نميمة ... سينم عنك بمثلها قد حاكها
ورحم الله من قال:
من نم في الناس لم تؤمن عقاربه ... على الصديق ولم تؤمن أفاعيه
كالسيل بالليل لا يدري به أحد ... من أين جاء ولا من أين يأتيه
الويل للعهد منه كيف ينقضه ... والويل للود منه كيف يفنيه
وقال آخر:
إذا الواشي نعى يوماً صديقاً ... فلا تدع الصديق لقول واشي
وقال وضاح اليمن:
فاعص الوشاة فإنما ... قول الوشاة هو الفتن
إن الوشاة إذا أتوك ... تنصحوا ونهوك عن
وقال آخر:
يسعى عليك كما يسعى إليك فلا ... تأمن غوائل ذي وجهين كياد
وقال صالح بن عبد القدوس رحمه الله تعالى:
من يخبرك بشتم عن أخ ... فهو الشاتم لا من شتمك
ذاك شيء لم يواجهك به ... إنما اللوم على من أعلمك
وقال آخر:
إن يعلموا الخير أخفوه وإن علموا ... شراً أذاعوا وإن لم يعلموا كذبوا
وقال آخر:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحاً ... مني وما سمعوا من صالح دفنوا
صم إذا سمعوا خيراً ذكرت به ... وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا ...