للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أقسام المحبة]

قسم بعض أهل العلم المحبة إلى أنواع، كابن حزم، وابن القيم، وغيرهم من العلماء، فابن حزم قسمها إلى تسعة أنواع، قال: (المحبة ضروب:

١ - فأفضلها: محبة المتحابين في الله عز وجل، إما لاجتهاد في العمل، وإما لاتفاق في أصل النحلة والمذهب وإما لفضل علم بمنحه الإنسان.

٢ - ومحبة القرابة.

٣ - ومحبة الألفة في الاشتراك في المطالب

٤ - ومحبة التصاحب والمعرفة.

٥ - ومحبة البر؛ يضعه المرء عند أخيه.

٦ - ومحبة الطمع في جاه المحبوب.

٧ - ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره.

٨ - ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر.

٩ - ومحبة العشق التي لا علة لها إلا ما ذكرنا من اتصال النفوس.

فكل هذه الأجناس منقضية مع انقضاء عللها، وزائدة بزيادتها، وناقصة بنقصانها، متأكدة بدنوها فاترة ببعدها، حاشا محبة العشق الصحيح المتمكن من النفس فهي التي لا فناء لها إلا بالموت) (١).

وقسمها ابن القيم إلى أربعة أنواع ثم ذكر نوعاً خامساً، قال: (وهاهنا أربعة أنواع من المحبة يجب التفريق بينها، وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينها:

١ - محبة الله، ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله.

٢ - محبة ما يحب الله، وهذه هي التي تدخله في الإسلام، وتخرجه من الكفر، وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة وأشدهم فيها.

٣ - الحب لله وفيه، وهي من لوازم محبة ما يحب، ولا تستقيم محبة ما يحب إلا فيه وله.

٤ - المحبة مع الله، وهي المحبة الشركية، وكل من أحب شيئا مع الله لا لله، ولا من أجله، ولا فيه، فقد اتخذه ندا من دون الله، وهذه محبة المشركين.

٥ - بقي قسم خامس ليس مما نحن فيه: وهي المحبة الطبيعية، وهي ميل الإنسان إلى ما يلائم طبعه، كمحبة العطشان للماء، والجائع للطعام، ومحبة النوم والزوجة والولد، فتلك لا تذم إلا إذا ألهت عن ذكر الله، وشغلت عن محبته) (٢).

وقسم الراغب الأصفهاني المحبة بحسب المحبين فقال: (المحبة ضربان:

١ - طبيعي: وذلك في الإنسان وفي الحيوان ...

٢ - اختياري: وذلك يختص به الإنسان ... وهذا الثاني أربعة أضرب:

أ- للشهوة، وأكثر ما يكون بين الأحداث.

ب- للمنفعة، ومن جنسه ما يكون بين التجار وأصحاب الصناعة المهنية وأصحاب المذاهب.

ج- مركب من الضربين، كمن يحب غيره لنفع، وذلك الغير يحبه للشهوة.

د- للفضيلة، كمحبة المتعلم للعالم، وهذه المحبة باقية على مرور الأوقات، وهي المستثناة بقوله تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ.

وأما الضروب الأُخر: فقد تطول مدتها وتقصر بحسب طول أسبابها وقصرها) (٣).


(١) ((طوق الحمامة)) لابن حزم (ص٩٥) بتصرف يسير.
(٢) ((الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي)) لابن قيم الجوزية (ص١٨٩).
(٣) ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) للراغب الأصفهاني (ص٢٥٦) بتصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>