للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[كتمان السر في واحة الشعر ..]

قال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-:

قال: أنس بن أسيد:

ولا تفش سرك إلا إليك ... فإن لكل نصيح نصيحا

فإني رأيت وشاة الرجال ... لا يتركون أديما صحيحا (١)

وقال علي بن محمد البسامي:

تبيح بسرك ضيقا به ... وتبغي لسرك من يكتم

وكتمانك السر ممن تخاف ... ومن لا تخافنه أحزم

إذا ذاع سرك من مخبر ... فأنت وإن لمته ألوم (٢)

وقال آخر:

إذا المرء أفشى سره بلسانه ... ولام عليه غيره فهو أحمق

إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه ... فصدر الذي يستودع السر أضيق (٣)

وقال عبد العزيز بن سليمان:

إذا ضاق صدر المرء عن بعض سره ... فألقاه في صدري فصدري أضيق

ومن لامني في أن أضيع سره ... وضيعه قبلي فذو السر أخرق (٤)

وقال بعض الشعراء:

وسرك ما كان عند امرئ ... وسر الثلاثة غير الخفي

وقال آخر:

فلا تنطق بسرك كل سر ... إذا ما جاوز الاثنين فاشي (٥)

وقال بعض الشعراء:

ولو قدرت على نسيان ما اشتملت ... مني الضلوع على الأسرار والخبر

لكنت أول من ينسى سرائره ... إذا كنت من نشرها يوما على خطر

وحكي أن عبد الله بن طاهر تذاكر الناس في مجلسه حفظ السر فقال ابنه:

ومستودعي سرا تضمنت سره ... فأودعته من مستقر الحشى قبرا

ولكنني أخفيه عني كأنني ... من الدهر يوما ما أحطت به خبرا

وما السر في قلبي كميت بحفرة ... لأني أرى المدفون ينتظر النشرا (٦) ...


(١) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص ٣٠٧).
(٢) ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص ١٨٨).
(٣) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص ٣٠٧).
(٤) ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص ١٨٨).
(٥) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص ٣٠٨).
(٦) ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص ٣٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>