للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوسائل المعينة للعفة]

١ - أن يتقي الله في سره وعلانيته:

قال الله تعالى: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ [الأنعام:٣] ويقول تعالى: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ [غافر: ١٩] قال ابن عباس في قوله تعالى: يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ قال: (هو الرجل يكون بين الرجال، فتمر بهم امرأة فينظر إليها، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره) (١).

٢ - أن يدعو الله بأن يصرف عنه السوء والفحشاء:

قال سبحانه وتعالى عن نبيه يوسف عليه السلام وَإِلا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [يوسف: ٣٣]، قال ابن تيمية رحمه الله: (فلا بد من التقوى بفعل المأمور والصبر على المقدور كما فعل يوسف عليه السلام اتقى الله بالعفة عن الفاحشة وصبر على أذاهم له بالمراودة والحبس واستعان الله ودعاه حتى يثبته على العفة فتوكل عليه أن يصرف عنه كيدهن وصبر على الحبس) (٢).

٣ - تنشئة الأبناء على التربية الإسلامية:

التربية الإسلامية تغرس الفضيلة والعفة في الأبناء، وتربيهم على الالتزام بالأحكام الشرعية منذ صغرهم

٤ - الزواج:

الزواج المبكر من أقوى الوسائل المعينة للعفاف، قال صلى الله عليه وسلم: ((يا معشر الشاب من استطاع منكم الباءة؛ فليتزوج فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء)) (٣).

٥ - سد الذرائع التي تؤدي إلى الفساد:

- عدم الخلوة بالمرأة الأجنبية.

قال صلى الله عليه وسلم: ((الحمو الموت) وقال: ((ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)) (٤).

قال ابن تيمية رحمه الله: (ولهذا حرمت الخلوة بالأجنبية لأنها مظنة الفتنة والأصل أن كل ما كان سببا للفتنة فإنه لا يجوز؛ فإن الذريعة إلى الفساد يجب سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة؛ ولهذا كان النظر الذي يفضي إلى الفتنة محرما إلا إذا كان لمصلحة راجحة مثل نظر الخاطب والطبيب وغيرهما فإنه يباح النظر للحاجة لكن مع عدم الشهوة) (٥).

- عدم التبرج:

قال تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى [الأحزاب:٣٣].

- الاستئذان عند الدخول:

وقد جعل الاستئذان من أجل البصر كما قال صلى الله عليه وسلم، وقال سبحانه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا [النور: ٢٧].

- غض البصر:

قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ [النور: ٣٠].

قال ابن القيم: (فلما كان غض البصر أصلا لحفظ الفرج بدأ بذكره ... وقد جعل الله سبحانه العين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته) (٦).


(١) ((تفسير القرآن)) لأبي المظفر السمعاني (٥/ ١٣)
(٢) ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (١٥/ ١٣١)
(٣) رواه البخاري (٥٠٦٥)، ومسلم (١٤٠٠) واللفظ له، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(٤) رواه البخاري (٥٢٣٢)، ومسلم (٢١٧٢).
(٥) ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (٢١/ ٢٥١)
(٦) ((روضة المحبين)) لابن القيم (ص ٩٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>