للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حكم سماع الغيبة]

إن سماع الغيبة والاستماع إليها لا تجوز، فقائل الغيبة وسامعها في الإثم سواء.

ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله علي وسلم: ((ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلماً في موضع ينتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته)) (١).

(عن أبي وائل، أن عمر، قال: (ما يمنعكم إذا رأيتم السفيه يخرق أعراض الناس أن تعربوا عليه؟ قالوا: نخاف لسانه قال: ذاك أدنى أن لا تكونوا شهداء) (٢).

حدثنا عبد الله، حدثني أبي رحمه الله، عن شيخ، من قريش قال: قال مولى لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان: رآني عمرو بن عتبة وأنا مع رجل وهو يقع في آخر فقال: (لي) ويلك - ولم يقلها لي قبلها ولا بعدها - نزه سمعك عن استماع الخنا كما تنزه لسانك عن القول به؛ فإن المستمع شريك القائل وإنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغه في وعائك ولو رددت كلمة سفيه في فيه لسعد بها رادها كما شقي بها قائلها) (٣).

وكان ميمون بن سياه لا يغتاب ولا يدع أحداً يغتاب، ينهاه فإن انتهى، وإلا قام (٤).

قال كعب بن زهير في الذين يستمعون الغيبة:

فالسامع الذم شريك له ... ومطعم المأكول كالآكل

وقال آخر:

وسمعك صُنْ عن سماع القبيح ... كصون اللسان عن القول به

فإنك عند استماع القبيح ... شريك لقائله فانتبه ...


(١) رواه أبو داود (٤٨٨٤)، وأحمد (٤/ ٣٠) (١٦٤١٥) من حديث جابر بن عبد الله وأبي طلحة الأنصاري رضي الله عنهم. وحسن إسناده الهيثمي في ((المجمع)) (٧/ ٢٧٠)، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (٨٠٠٢)، والألباني في ((صحيح الجامع)) (٥٦٩٠).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في ذم ((الغيبة والنميمة)) (ص٣٣).
(٣) ((ذم الغيبة والنميمة)) لابن أبي الدنيا (ص١٦٣).
(٤) ((ذم الغيبة والنميمة)) لابن أبي الدنيا (ص١٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>