للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقوال السلف والعلماء في ذم النميمة]

- قال رجل لعمر بن الخطّاب- رضي الله عنه-: (يا أمير المؤمنين، احذر قاتل الثّلاثة، قال: ويلك، من قاتل الثّلاثة؟ قال: الرّجل يأتي الإمام بالحديث الكذب، فيقتل الإمام ذلك الرّجل بحديث هذا الكذّاب، ليكون قد قتل نفسه، وصاحبه، وإمامه) (١).

- وقيل لمحمد بن كعب القرظي: أي خصال المؤمن أوضع له؟ فقال: كثرة الكلام، وإفشاء السر، وقبول قول كل أحد (٢).

- وروي أن سليمان بن عبد الملك كان جالساً وعنده الزهري، فجاءه رجل فقال له سليمان: بلغني أنك وقعت فيّ، وقلت كذا وكذا فقال الرجل ما فعلت ولا قلت فقال سليمان إن الذي أخبرني صادق فقال له الزهري لا يكون النمام صادقاً فقال سليمان صدقت ثم قال للرجل اذهب بسلام.

- وقال الحسن: من نم إليك نم عليك) (٣).

- وعن عطاء بن السّائب؛ قال: قدمت من مكّة، فلقيني الشّعبيّ، فقال: يا أبا زيدٍ! أطرفنا ممّا سمعت بمكّة؟ فقلت: سمعت عبد الرّحمن بن سابطٍ يقول: لا يسكن مكّة سافك دمٍ، ولا آكل ربًا، ولا مشّاءٍ بنميمةٍ، فعجبت منه حين عدل النّميمة بسفك الدّم وأكل الرّبا، فقال الشّعبيّ: وما يعجبك من هذا؟! وهل يسفك الدّم وتركب العظائم إلّا بالنّميمة؟! (٤).

- وقال أبو موسى الأشعري: لا يسعى على الناس إلا ولد بغي (٥).

- وسعى رجل إلى بلال بن أبي بردة برجل، وكان أمير البصرة، فقال له: انصرف حتى أكشف عنك، فكشف عنه، فإذا هو لغير رشده، يعني ولد زنا) (٦).

- وعن شبيل بن عوف، قال: كان يقال: (من سمع بفاحشة، فأفشاها فهو كالذي أبداها) (٧).

- وقال قتادة ذكر لنا أنّ عذاب القبر ثلاثة أثلاثٍ: (ثلثٌ من الغيبة، وثلثٌ من البول، وثلثٌ من النّميمة) (٨).

- وقال ابن حزم: (وما في جميع الناس شر من الوشاة، وهم النمامون، وإن النميمة لطبع يدل على نتن الأصل، ورداءة الفرع، وفساد الطبع، وخبث النشأة، ولابد لصاحبه من الكذب؛ والنميمة فرع من فروع الكذب ونوع من أنواعه، وكل نمام كذاب) (٩).

- وقال السيوطي: (قد ذكر بعضهم السر في تخصيص البول، والنميمة، والغيبة بعذاب القبر وهو أن القبر أول منازل الآخرة، وفيه أنموذج ما يقع في يوم القيامة من العقاب والثواب والمعاصي التي يعاقب عليها يوم القيامة نوعان: حق لله وحق لعباده، وأول ما يقضى فيه يوم القيامة من حقوق الله الصلاة ومن حقوق العباد الدماء، وأما البرزخ فيقضى فيه في مقدمات هذين الحقين ووسائلهما، فمقدمة الصلاة الطهارة من الحدث والخبث، ومقدمة الدماء النميمة والوقيعة في الأعراض وهما أيسر أنواع الأذى فيبدأ في البرزخ بالمحاسبة والعقاب عليهما. انتهى) (١٠).

- وقال أبو موسى عمران بن موسى المؤدب: (وفد على أنوشروان حكيم الهند، وفيلسوف الروم، فقال للهندي: تكلم. فقال: يا خير الناس، من ألقى سخياً، وعند الغضب وقوراً، وفي القول متأنياً، وفي الرفعة متواضعاً، وعلى كل ذي رحم مشفقاً. وقام الرومي، فقال: من كان بخيلاً ورث عدوه ماله، ومن قل شكره لم ينل النجاح، وأهل الكذب مذمومون، وأهل النميمة يموتون فقراء، فمن لم يرحم سلط عليه من لا يرحمه) (١١).

- ويقال: (عمل النمام أضر من عمل الشيطان، فإن عمل الشيطان بالوسوسة، وعمل النمام بالمواجهة) (١٢).

- وقيل: (النّميمة من الخصال الذّميمة تدلّ على نفسٍ سقيمةٍ وطبيعةٍ لئيمةٍ مشغوفةٍ بهتك الأستار وكشف الأسرار) (١٣).


(١) رواه البيهقي في ((السنن الكبرى)) (٨/ ٢٨٩) (١٦٦٧٧)، والخرائطي في ((مساوئ الأخلاق)) (ص١٠٧).
(٢) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (٣/ ١٥٧).
(٣) ((إحياء علوم الدين)) للغزالي (٣/ ١٥٦).
(٤) ((المجالسة وجواهر العلم)) لأبي بكر الدينوري (٣/ ٦٣).
(٥) رواه الخرائطي في ((اعتلال القلوب)) (٢/ ٢٥٤)، والبيهقي في ((الشعب)) (٩/ ٥٣) (٦٢٤٨) من حديث أبي موسى رضي الله عنه، مرفوعا.
(٦) ((الإعلام بفوائد عمدة الأحكام)) لابن الملقن (١/ ٥٤٧).
(٧) ((ذم الغيبة والنميمة)) لابن أبي الدنيا (ص: ٩٨ - ٩٩)
(٨) ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (٢/ ١٨).
(٩) ((طوق الحمامة)) لابن حزم (ص١٧٣).
(١٠) ((الحاوي للفتاوى)) للسيوطي (٢/ ١٨١).
(١١) ((مساوئ الأخلاق)) للخرائطي (ص١٦٧).
(١٢) ((الزواجر عن اقتراف الكبائر)) لابن حجر الهيتمي (٢/ ٥٧١).
(١٣) ((بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية)) لأبي سعيد الخادمي (٣/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>