للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوسائل المعينة على ترك سوء الظن]

١ - الاستعاذة بالله والتوقف عن الاسترسال في الظنون:

إذا كان سوء الظن الوارد متعلق بالله سبحانه وتعالى فمما ورد في علاج ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته)) (١).

٢ - معرفة أسماء الله وصفاته على منهج السلف الصالح:

قال ابن القيم: (أكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم عن ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته، وعرف موجب حمده وحكمته، فمن قنط من رحمته وأيس من روحه، فقد ظن به ظن السوء) (٢).

٣ - الخوف من عقوبة من يسيء الظن:

قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [الأحزاب: ٥٨].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع، فقال ((يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله)) (٣).

قال ابن عثيمين: (أما من فُتن ـ والعياذ بالله ـ وصار يتتبع عورات الناس، ويبحث عنها، وإذا رأى شيئاً يحتمل الشر ولو من وجه بعيد طار به فرحاً ونشره، فليبشر بأن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جحر بيته) (٤).

٤ - سوء الظن بالنفس واتهامها بالتقصير:

قال ابن القيم: (ليظن – العبد - السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء، ومنبع كل شر المركبة على الجهل والظلم، فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين وأعدل العادلين وأرحم الراحمين، الغني الحميد الذي له الغنى التام والحمد التام والحكمة التامة، المنزه عن كل سوء في ذاته وصفاته وأفعاله وأسمائه، فذاته لها الكمال المطلق من كل وجه، وصفاته كذلك، وأفعاله كذلك، كلها حكمة ومصلحة ورحمة وعدل، وأسماؤه كلها حسنى) (٥).

٥ - المداومة على محاسبة النفس والاستغفار:

قال ابن القيم: (فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع وليتب إلى الله تعالى، وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء) (٦).

٦ - معرفة حكم سوء الظن بالمسلم:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا. ويشير إلى صدره ثلاث مرات: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)) (٧).

٧ - ترك التحقق من الظنون السيئة:


(١) رواه البخاري (٣٢٧٦)، ومسلم (١٣٤).
(٢) ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) لابن القيم (٣/ ٢٠٦).
(٣) رواه الترمذي (٢٠٣٢)، وابن حبان (١٣/ ٧٥) (٥٧٦٣). قال الترمذي: حسن غريب، وصحح إسناده الزيلعي في ((تخريج الكشاف)) (٣/ ٣٤٤)، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (٤/ ٤٥١) كما قال في المقدمة، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)).
(٤) ((الشرح الممتع على زاد المستقنع)) لابن عثيمين (٥/ ٣٠١).
(٥) ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) لابن القيم (٣/ ٢١١).
(٦) ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) لابن القيم (٣/ ٢١١).
(٧) رواه مسلم (٢٥٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>