للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أقوال السلف والعلماء في ذم التجسس]

- عن ابن عباس في قوله: ولا تجسسوا قال: (نهى الله المؤمن أن يتبع عورات أخيه المؤمن) (١).

- وعن أبي قلابة، أن عمر بن الخطاب، حدث أن أبا محجن الثقفي شرب الخمر في بيته هو وأصحابه، فانطلق عمر حتى دخل عليه فإذا ليس عنده إلا رجل واحد، فقال له أبو محجن يا أمير المؤمنين، إن هذا لا يحل لك، قد نهاك الله عن التجسس، فقال عمر: ما يقول هذا؟ فقال زيد بن ثابت وعبد الله بن الأرقم: صدق يا أمير المؤمنين هذا التجسس. قال: فخرج عمر وتركه. (٢).

- وعن عبد الرحمن بن عوف أنه حرس مع عمر بن الخطاب ليلة المدينة فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فلما دنوا منه إذا باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر وأخذ بيد عبد الرحمن بن عوف: أتدري بيت من هذا قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى قال: أرى أن قد أتينا ما نهى الله عنه قال الله: ولا تجسسوا فقد تجسسنا فانصرف عنهم وتركهم (٣).

- وعن الشعبي أن عمر بن الخطاب فقد رجلا من أصحابه فقال لابن عوف: انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر فأتيا منزله فوجدا بابه مفتوحا وهو جالس وامرأته تصب له في إناء فتناوله إياه فقال عمر لابن عوف: هذا الذي شغله عنا فقال ابن عوف لعمر وما يدريك ما في الإناء فقال عمر: إنا نخاف أن يكون هذا التجسس قال: بل هو التجسس قال: وما التوبة من هذا قال: لا تعلمه بما اطلعت عليه من أمره ولا يكونن في نفسك إلا خير ثم انصرفا (٤).

- وعن الحسن رضي الله عنه قال: أتى عمر بن الخطاب رجل فقال: إن فلانا لا يصحوا فدخل عليه عمر رضي الله عنه فقال: إني لأجد ريح شراب يا فلان أنت بهذا فقال الرجل: يا ابن الخطاب وأنت بهذا ألم ينهك الله أن تتجسس فعرفها عمر فانطلق وتركه (٥).

- وعن ثور الكندي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس بالمدينة من الليل فسمع صوت رجل في بيت يتغنى فتسور عليه فوجد عنده امرأة وعنده خمر فقال: يا عدو الله أظننت أن الله يسترك وأنت على معصيته فقال: وأنت يا أمير المؤمنين لا تعجل على أن أكون عصيت الله واحدة فقد عصيت الله في ثلاث، قال الله: ولا تجسسوا وقد تجسست وقال: (وأتوا البيوت من أبوابها) وقد تسورت علي ودخلت علي بغير إذن وقال الله (لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها) قال عمر رضي الله عنه: فهل عندك من خير إن عفوت عنك قال: نعم فعفا عنه وخرج وتركه (٦).

- وأتي ابن مسعود رضي الله عنه فقيل: هذا فلان تقطر لحيته خمراً فقال عبد الله: إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به (٧).

- وقال مجاهد في قوله: (ولا تجسسوا) قال: (خذوا ما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله) (٨).


(١) رواه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (١٠/ ٣٢٥٠).
(٢) رواه الثعلبي في ((الكشف والبيان)) (٩/ ٨٣).
(٣) رواه عبدالرزاق (١٠/ ٢٣١)، والخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (٣٩٨)، والبيهقي (٨/ ٣٣٣) (١٧٤٠٣). قال الذهبي في ((المهذب)) (٧/ ٣٤٨٢): إسناده صحيح.
(٤) ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (٧/ ٥٦٧) وعزاه إلى سنن سعيد بن منصور وابن المنذر.
(٥) ذكره السيوطي في ((الدر المنثور)) (٧/ ٥٦٧) وعزاه إلى سنن سعيد بن منصور وابن المنذر.
(٦) رواه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (٤١٩).
(٧) رواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (٩/ ٨٦)، أبو داود (٤٨٩٠)، والبيهقي (٨/ ٣٣٤) (١٨٠٨١). والحديث سكت عنه أبو داود، وقال النووي في ((تحقيق رياض الصالحين)) (٥٠٨): إسناده على شرط الشيخين، وقال الزيلعي في ((تخريج الكشاف)) (٣/ ٣٤٧): له طريق آخر، وصحح إسناده الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).
(٨) ((تفسير جامع البيان)) للطبري (٢٢/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>