للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سوء الظن في واحة الشعر ..]

قال أبو الطيب:

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهم

وعادى محبيه بقول عداته ... وأصبح في ليل من الشك مظلم (١)

وقال الشاعر:

وإني بها في كل حال لواثق ... ولكن سوء الظن من شدة الحب (٢)

وقال ابن القيم:

فلا تظنن بربك ظن سوء ... فإن الله أولى بالجميل

ولا تظنن بنفسك قط خيرا ... فكيف بظالم جان جهول

وقل: يا نفس مأوى كل سوء ... أترجو الخير من ميت بخيل

وظن بنفسك السوأى ... تجدها كذاك وخيرها كالمستحيل

وما بك من تقى فيها وخير ... فتلك مواهب الرب الجليل

وليس لها ولا منها ولكن ... الرحمن فاشكر للدليل (٣)

وقال الشاعر:

وحسن الظن يحسن في أمور ... ويمكن في عواقبه ندامه

وسوء الظن يسمج في وجوه ... وفيه من سماجته حزامه

وقال بلعاء بن قيس:

وأبغى صواب الظنّ أعلم أنّه ... إذا طاش ظنّ المرء طاشت مقادره (٤) ...


(١) ((العزلة)) للخطابي (١/ ٣١).
(٢) ((الآداب الشرعية والمنح المرعية)) لابن مفلح (١/ ٤٧).
(٣) ((زاد المعاد في هدي خير العباد)) لابن القيم (٣/ ٢١١، ٢١٢).
(٤) ((البرصان والعرجان والعميان والحولان)) للجاحظ (١/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>