[الأمانة في واحة الشعر ..]
قال كعب المزني
أرعى الأمانة لا أخون أمانتي ... إن الخؤون على الطريق الأنكب
إذا أنت حملت الخؤون أمانة ... فإنك أسندتها شر مسند
وقال المعري:
يخونك من أدى إليك أمانة ... فلم ترعه يوما بقول ولا فعل
فأحسن إلى من شئت في الأرض أو أسئ ... فإنك تجزي حذوك النعل بالنعل
وقال العرجي:
وما حمل الإنسان مثل أمانة ... أشق عليه حين يحملها حملا
فإن أنت حملت الأمانة فاصطبر ... عليها فقد حملت من أمرها ثقلا
ولا تقبلن فيما رضيت نميمة ... وقل للذي يأتيك يحملها مهلا (١)
وقال آخر
أَدِّ الأَمَانَة َ والخِيَانَة َ فاجْتَنِبْ ... وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ
وإذا بُلِيْتَ بِنكبَة ٍ فاصْبِرْ لها ... من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب
ثُمَّ في الختام ..
أيها القارئ العزيز وبعد جولة حول هذه الصفة التي تتطرق في كل مجالات الحياة البشرية الفردية والاجتماعية، هل عرفنا أهميتها؟ أم أننا ما زلنا نظن أن الأمانة محصورة في الودائع؟
وهل الأمانة في نظرك موجودة الآن في مجتمعاتنا الإسلامية بكثرة أم أنها قليلة جداً؟
وهل مر عليك موقف يتطلب الأمانة في إحدى صورها سواء كان في الأموال، أم في الأسرار أم في غيرها من الصور؟
جعلنا الله وإياك من الذين وصفهم الله بقوله: وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون: ٨].
(١) ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (ص ٣٨).