للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الغيبة في واحة الشعر ..]

لا تَهْتِكَنْ من مَساوي الناس ما سترُوا ... فَيَهْتِكَ الله سِتْراً مِن مَساوِيكَا

واذكُرْ محَاسِنَ ما فيهم إذا ذُكِروا ... ولا تَعِبْ أحداً منهم بما فِيكا

وقال آخر:

وأقبح القبائح الوخيمة ... الغيبة الشنعاء والنميمة

فتلك والعياذ بالرحمن ... موجبة الحلول في النيران

وقال مسكين الدارمي:

وَإِذَا الْفَاحِشُ لاقَى فَاحِشًا ... فَهُنَاكُمْ وَافَقَ الشَّنُّ الطَّبَقْ

إِنَّمَا الْفُحْشُ ومَنْ يعنى بِهِ ... كَغُرَابِ السُّوءِ مَا شَاءَ نَعَقْ

أَوْ حِمَارِ السُّوءِ إِنْ أَشْبَعْتَهُ ... رَمَحَ النَّاسَ وَإِنْ جَاعَ نَهَقْ

أَوْ غُلامِ السُّوءِ إِنْ جَوَّعْتَهُ ... سَرَقَ الْجَارَ وَإِنْ يَشْبَعْ فَسَقْ

أَوْ كَعَذْرَى رَفَعَتْ عَنْ ذَيْلِهَا ... ثُمَّ أَرْخَتْهُ ضِرَارًا فَانْمَزَقْ

أَيُّهَا السَّائِلُ عَمَّا قَدْ مَضَى ... هَلْ جَدِيدٌ مِثْلُ مَلْبُوسٍ خَلِقْ (١)

وقال آخر:

لا تذكُرِ الناسَ إلا في فضائِلِهِمْ ... إيّاكَ إيّاكَ أنْ تذكُرْ عُيوبَهُمُ

كَمْ فيكَ عَيْبٌ تُناجي اللهَ يَسْتُرَهُ ... مَنْ يَغْتبِ الناسَ لا يَسْلمْ شُرورَهُمُ

ارْجِعْ إلى اللهِ مِنْ ذَنْبٍ وَقَعْتَ بِهِ ... للهُ يَفْرَحُ أنْ يَغْفِرْ ذُنوبَهُمُ

كُلُّ الخلائِقِ خَطّاءٌ طِبائِعُهمْ ... التائِبونَ بشَرْعِ اللهِ خَيْرِهُمُ

الهَمْزُ واللَّمْزُ لا تُحْمَدْ عَواقِبُه ... مَنْ يَعْلمُ السِرَّ عَلامٌ غُيوبَهُمُ

احْفظْ لِسانَكَ لا تلفُظْ بِنابيَةٍ ... نِتاجُها الحِقْدُ والبَغْضاءُ وَالسَّقَمُ

اجْعَلْ مَخافَتَهُ المَولى مُقَدَّمَةٌ ... حاسِبْ خُطاكَ لِكَيْ لا تَعْثرَ القَدَمُ

وقال آخر:

وأقبح القبائح الوخيمة ... الغيبة الشنعاء والنميمة

فتلك والعياذ بالرحمن ... موجبة الحلول في النيران

وقال أبو فراس الحمداني:

وَيَغْتَابُني مَنْ لَوْ كَفَاني غَيْبَهُ ... لكنتُ لهُ العينَ البصيرة َ والأذنا

وعندي منَ الأخبارِ ما لوْ ذكرتهُ ... إذاً قرعَ المغتابُ منْ ندمٍ سناً

وأخيراً ..

وأخيراً .. أخي الغالي: انتبه وتأمل قبل أن تغتاب، كي لا تزل القدم وتندم حيث لا ينفع الندم:

تذكر قبل أن تغتاب أنك ستقدم على عمل، كأنك به تأكل لحم ميتة نتنة.

بل ضع نصب عينيك النصوص الشرعية الواردة في الكتاب والسنة التي تحذر شدة التحذير من الغيبة.

وتأمل في عملك هذا أيقربك من الله ويكسبك رضاه، أم أنه يبعدك عنه ويكسبك سخطه وغضبه.

ولا تنسَ أن الغيبة تدر السيئات وتأكل الحسنات.

وهل يرضيك أن يذكر الناس عيوبك كما تذكر عيوبهم.

واعلم أن الغيبة دناءة وخسة، فهي بضاعة الخاسرين وأسلوب الجبناء والعاجزين.

أترضى أن تأتي يوم القيامة وقد وزعت حسناتك على هذا وهذا وهذا، فإذا فنيت حسناتك أخذت من سيئاتهم ووضعتْ عليك ووضعتَ في النار.

فيا أخي لا تستصغر إثم الغيبة، ولا تحتقر شأنها، فذنبها جسيم، وخطرها عظيم.


(١) ((المجالسة وجواهر العلم))، لمشهور بن حسن آل سلمان (٧/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>