للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال فخر الدين الرازي: (وإذا مسه الشر كان يؤسا أي إذا مسه فقر أو مرض أو نازلة من النوازل كان يؤوسا شديد اليأس من رحمة الله ... إن فاز بالنعمة والدولة اغتر بها فنسي ذكر الله، وإن بقي في الحرمان عن الدنيا استولى عليه الأسف والحزن ولم يتفرغ لذكر الله تعالى فهذا المسكين محروم أبدا عن ذكر الله) (١).

٧ - الاستمرار في الذنوب والمعاصي:

قال أبو قلابة: (الرجل يصيب الذنب فيقول: قد هلكت ليس لي توبة فييأس من رحمة الله، وينهمك في المعاصي، فنهاهم الله تعالى عن ذلك، قال الله تعالى: إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ [يوسف: ٨٧]) (٢).

٨ - سبب في الحرمان من رحمة الله ومغفرته:

قال المباركفوري: (إن اعتقد أو ظن- الإنسان - أن الله لا يقبلها- أعماله - وأنها لا تنفعه فهذا هو اليأس من رحمة الله وهو من الكبائر ومن مات على ذلك وكل إلى ما ظن كما في بعض طرق حديث-: ((أنا عند ظن عبدي بي- فيظن بي عبدي ما شاء))) (٣).

٩ - سبب لفساد القلب:

قال ابن القيم وهو يعدد الكبائر: (الكبائر: .. القنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله .. ، وتوابع هذه الأمور التي هي أشد تحريما من الزنا، وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة، ولا صلاح للقلب ولا للجسد إلا باجتنابها، والتوبة منها، وإلا فهو قلب فاسد، وإذا فسد القلب فسد البدن) (٤).

١٠ - ذهاب سكينة القلب والشعور الدائم بالحرمان والحزن والهم:

قال عبد الله الجربوع: (اليأس من روح الله والقنوط من رحمته؛ يؤدي إلى ترك العمل، إذ لا فائدة منه بزعمه، وهذه طامة من الطوام وكبيرة من كبائر الذنوب، تُخرج القلب عن سكينته وأنسه إلى انزعاجه وقلقه وهمه) (٥).

قال الشوكاني: (إذا مسه- الإنسان - الشر من مرض أو فقر كان يؤسا شديد اليأس من رحمة الله وإن فاز بالمطلوب الدنيوي، وظفر بالمقصود نسي المعبود، وإن فاته شيء من ذلك استولى عليه الأسف، وغلب عليه القنوط، وكلتا الخصلتين قبيحة مذمومة) (٦).


(١) ((مفاتيح الغيب)) للرازي (٢١/ ٣٩١).
(٢) ((معالم التنزيل في تفسير القرآن)) للبغوي (١/ ٢١٧).
(٣) رواه الطبراني في ((الكبير)) (٢٢/ ٨٨).
(٤) ((مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين)) لابن قيم الجوزية (١/ ١٣٣).
(٥) ((أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة)) لعبد الله الجربوع (٢/ ٤٨٠) بتصرف يسير.
(٦) ((فتح القدير)) الشوكاني (٣/ ٣٠١)، ((غرائب القرآن ورغائب الفرقان)) للنيسابوري (٤/ ٣٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>