للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عثيمين: (قد يظن بعض الناس أن معنى الرفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون وليس الأمر كذلك بل الرفق أن تسير بالناس حسب أوامر الله ورسوله ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق بالناس ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله فإنك تدخل في الطرف الثاني من الحديث وهو الدعاء عليك بأن يشق الله عليك) (١).

- وعنها أيضاً رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)) (٢).

- وعن أبي الدرداء- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير)) (٣) (إذ به تنال المطالب الأخروية والدنيوية وبفوته يفوتان) (٤).

وهذه النصوص التي مرت معنا تدل (على أن الرفق في الأمور والرفق بالناس واللين والتيسير من جواهر عقود الأخلاق الإسلامية، وأنها من صفات الكمال، وأن الله تعالى من صفاته أنه رفيق، وأنه يحب من عباده الرفق، فهو يوصيهم به ويرغبهم فيه، ويعدهم عليه عطاءً لا يعطيه على شيءٍ آخر. ويفهم من النصوص أن العنف شَيْن خلقي، وأنه ظاهرة قبيحة، وأن الله لا يحبه من عباده) (٥).


(١) ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (٣/ ٦٣٤).
(٢) رواه مسلم (٢٥٩٤).
(٣) رواه الترمذي (٢٠١٣) واللفظ له، وأحمد (٦/ ٤٥١) (٢٧٥٩٣)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (٤٦٤). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (٦٠٥٥).
(٤) ((فيض القدير)) للمناوي (٦/ ٧٥).
(٥) ((الأخلاق الإسلامية)) لعبدالرحمن الميداني (٢/ ٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>