للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - النجاح الحقيقي بما أنجزت لا بما ورثت:

والقاعدة الإسلامية لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ولا يستوي العالم والجاهل ولا المؤمن والكافر ولا المجتهد والكسول ولا القوي والضعيف.

قال المتنبي:

لا بقومي شرفت بل شرفوا بي ... وبنفسي فخرت لا بجدودي

ولسنا وإن أحسابنا كرمت ... يوما على الأحساب نتكل

نبني كما كانت أوائلنا ... تبني ونفعل مثل ما فعلوا

إذا ما المرء لم يبن افتخاراً لنفسه ... تضايق عنه ما بنته جدوده (١)

٩ - الرغبة الصادقة في تغيير الذات وتقوية العزم والعزيمة:

وهذا يشمل خطوات:

- تغيير العادات السلبية إلى أخرى إيجابية:

السعي الحثيث لرفع العزيمة وتقويتها يبدأ بالرغبة في إصلاح مواطن الضعف في النفس والصدق في تحويلها لمواطن قوة ولهذا فلم تمنع قاتل التسعة والتسعين نفساً آثامه من السعي للتغيير بل ولما أكمل المائة مازال عازما على التوبة فبحث وسأل بل وترك ما يحب من أهل ووطن في سبيل ما يرجو حتى كانت العاقبة مغفرة الله ورضوانه (٢).

- تحديد الهدف المراد تحقيقه ووضوحه.

- معرفة فائدة العمل في حياتك الدينية والدنيوية.

فمعرفة فائدة العمل تعين على تحمل مشاق العمل ولهذا جاءت الشريعة بنصوص الترغيب في العمل الصالح وأن ثوابه رضا الله والجنة والترهيب من المعاصي وأن عاقبتها غضب الله والنار.

- تقسيم العمل إلى أهداف قصيرة ذات وقت قصير.

- مكافأة النفس بعد كل عمل تنجزه والمكافأة بقدر العمل.

- محاسبة النفس على التقصير ومعاقبتها بترك بعض ما تحب.


(١) ((العود الهندي مجالس أدبية في ديوان المتنبي)) عبد الرحمن السقاف، (٢/ ٣٦٧ – ٣٧٤ - ٣٨٨).
(٢) الحديث رواه البخاري ومسلم عن أبى سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال (كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا ثم خرج يسأل، فأتى راهبا فسأله، فقال له هل من توبة قال لا. فقتله، فجعل يسأل، فقال له رجل ائت قرية كذا وكذا. فأدركه الموت فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي. وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي. وقال قيسوا ما بينهما. فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له).

<<  <  ج: ص:  >  >>