للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي سعيد الخدري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره)) (١).

قال ابن حجر: (وحاصل ما ذكر من أدب الرؤيا المكروهة أربعة أشياء أن يتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وأن يتفل حين يهب من نومه عن يساره ثلاثا ولا يذكرها لأحد أصلا) (٢).

٦ - كتمان أسرار الدولة:

اهتم الإسلام بأسرار الدولة الإسلامية وخاصة الأسرار الحربية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكتم أسرار خططه في الغزوات، فكان من هديه إذا كان يريد غزوة ورَّى بغيرها.

وأرسل سرية بقيادة عبد الرحمن بن جحش (وكتب له كتاباً وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه فيمضي لما أمره به صلى الله عليه وسلم، ولا يستكره من أصحابه أحدا فلما سار بهم يومين فتح الكتاب فإذا فيه: ((إذا نظرت في كتابي فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف وترصد بها قريشاً وتعلم لنا من أخبارهم)) فلما نظر في الكتاب قال سمعا وطاعة، وأخبر أصحابه بما في الكتاب وقال: قد نهاني أن أستكره أحدا منكم فمن كان منكم يريد الشهادة ويرغب فيها فلينطلق، ومن كره ذلك فليرجع فأما أنا فماض لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضى ومضى معه أصحابه لم يتخلف منهم أحد) (٣).


(١) رواه البخاري (٦٩٨٥).
(٢) ((فتح الباري)) لابن حجر (١٢/ ٣٧٠).
(٣) ((سيرة ابن هشام)) (١/ ٦٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>