للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما المعنوي: فإن الشح والجبن أردى صفتين في العبد ولا سيما إذا كان شحه هالعا أي ملولة في الهلع وجبنه خالعا أي قد خلع قلبه من مكانه فلا سماحة ولا شجاعة ولا نفع بماله ولا ببدنه كما يقال لا طعنة ولا جفنة ولا يطرد ولا يشرد بل قد قمعه وصغره وحقره ودساه الشح والخوف والطمع والفزع) (١).

- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أنسابكم هذه ليست بسباب على أحد، وإنما أنتم ولد آدم، طف الصاع، لم تملؤوه، ليس لأحد فضل إلا بالدين أو عمل صالح، حسب الرجل أن يكون فاحشا بذيا بخيلا جبانا)) (٢).

قال المناوي: (أي يكفيه من الشر والحرمان من الخير والبعد من منازل الأخيار ومقامات الأبرار كونه متصفا بذلك أو ببعضه) (٣).

- وعن يعلى العامري رضي الله عنه قال: ((جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه وقال: إن الولد مبخلة مجبنة)) (٤).

(أي: سبب لبخل الأب وجبنه ويحمل أبويه على البخل وكذلك على الجبن فإنه يتقاعد من الغزوات والسرايا بسبب حب الأولاد ويمسك ماله لهم) (٥).


(١) ((عدة الصابرين)) لابن القيم (ص٢٧٥).
(٢) رواه أحمد (٤/ ١٤٥) (١٧٣٥١)، والطبراني (١٧/ ٢٩٥) (٨١٤). قال الهيثمي في ((ترغيب الترهيب)) (٨/ ٨٦): فيه ابن لهيعة وفيه لين وبقية رجاله وثقوا، وصححه لغيره الألباني في ((صحيح الترغيب)) (٢٩٦٢).
(٣) ((فيض القدير)) للمناوي (٥/ ٤٨٤).
(٤) رواه ابن ماجه (٢٩٧٢)، وأحمد (٤/ ١٧٢) (١٧٥٩٨)، والحاكم (٣/ ١٧٩)، والبيهقي (١٠/ ٢٠٢) (٢١٣٨٥). قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، قال الذهبي في ((المهذب)) (٨/ ٤٢١٠): إسناده قوي، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (١٠/ ٥٧): رجاله ثقات، وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (٢١٥٠)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)).
(٥) ((شروح سنن ابن ماجه)) للسيوطي (٢/ ١٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>