للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال تعالى: قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [النمل: ٣٤].

قال الشوكاني: (وجعلوا أعزة أهلها أذلة أي: أهانوا أشرافها، وحطوا مراتبهم، فصاروا عند ذلك أذلة وإنما يفعلون ذلك لأجل أن يتم لهم الملك، وتستحكم لهم الوطأة وتتقرر لهم في قلوبهم المهابة) (١).

وقال القاسمي: (معنى قولها إن الملوك إذا دخلوا قرية أي عنوة وقهرا أفسدوها أي أخربوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة أي بالقهر والغلبة والقتل والأسر ونهب الأموال وكذلك يفعلون) (٢).

- وقال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً [الإسراء:١١١].

قال الطبري: (ولم يكن له ولي من الذل يقول: ولم يكن له حليف حالفه من الذل الذي به، لأن من كان ذا حاجة إلى نصرة غيره، فذليل مهين، ولا يكون من كان ذليلا مهينا يحتاج إلى ناصر إلها يطاع) (٣).

قال ابن كثير: (ولم يكن له ولي من الذل أي: ليس بذليل فيحتاج أن يكون له ولي أو وزير أو مشير، بل هو تعالى شأنه خالق الأشياء وحده لا شريك له، ومقدرها ومدبرها بمشيئته وحده لا شريك له، قال مجاهد في قوله: ولم يكن له ولي من الذل لم يحالف أحدا ولا يبتغي نصر أحد، وكبره تكبيرا أي: عظمه وأجله عما يقول الظالمون المعتدون علوا كبيرا) (٤).

وقال القاسمي: (ولم يكن له ولي من الذل أي ناصر من الذل ومانع له منه، لاعتزازه به. أو لم يوال أحدا من أجل مذلة به، ليدفعها بموالاته) (٥).

وقال ابن عطية: (قيد لفظ الآية نفي الولاية لله عز وجل بطريق الذل وعلى جهة الانتصار، إذ ولايته موجودة بتفضله ورحمته لمن والى من صالحي عباده) (٦).

ذم الذل والنهي عنه في السنة النبوية:

- عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة الباهلي قال: ورأى سكة وشيئا من آلة الحرث، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل هذا بيت قوم إلا أدخله الله الذل)) (٧).


(١) [٣٥٧٥])) ((فتح القدير)) للشوكاني (٤/ ١٥٩)
(٢) [٣٥٧٦])) ((محاسن التأويل)) للقاسمي (٧/ ٤٩١)
(٣) [٣٥٧٧])) ((جامع البيان في تأويل القرآن)) للطبري (١٧/ ٥٨٩)
(٤) [٣٥٧٨])) ((تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (٥/ ١٣٠)
(٥) [٣٥٧٩])) ((محاسن التأويل)) للقاسمي (٦/ ٥٢٣)
(٦) [٣٥٨٠])) ((المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز)) لابن عطية (٣/ ٤٩٣)
(٧) [٣٥٨١])) رواه البخاري (٢٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>