للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كان يقول: ((اللهمّ إنّي أعوذ بك من الفقر، والقلّة، والذّلّة، وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم)) (١).

قال الطيبي: - قوله - (والذلة أي من أن أكون ذليلا في أعين الناس بحيث يستخفونه ويحقرون شأنه والأظهر أن المراد بها الذلة الحاصلة من المعصية أو التذلل للأغنياء على وجه المسكنة والمراد بهذه الأدعية تعليم الأمة) (٢).

٤ - موالاة الله ورسوله وصالح المؤمنين:

قال تعالى: يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ [المنافقون: ٨].

فالعزة لله سبحانه ولرسوله وللمؤمنين ومن والاهم وسار على هداهم ينتفي عنه ذل الدنيا والآخرة ويحصل له عز الدنيا والآخرة.

٥ - طاعة الله ورسوله:

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: ٥٩]

قال محمد الخولي: (لو أطاعوه – الرسول - لما أصابهم ما لحقهم من الذل والهوان بالفشل والهزيمة في الحرب تارة؛ والقتل والأسر تارة أخرى، وبالعجز المبين عن أن يقفوا في سبيل دعوته ويمنعوا انتشارها، في أقطار المعمورة؛ ويحولوا دون دخول الناس في دين الله أفواجا؛ وما كان عنادهم ولا مجادلتهم عن يقين يعتقدونه ولا شبه، لم يجل الشك عنها ولكن تكبرا وعتوا. مخافة أن تزول عنهم مناصب توارثوها. ومظاهر تخيلوا أن العز والمجد في المحافظة عليها) (٣).

٦ - مخالفة هوي النفس:

قال ابن تيمية: (من قهر هواه عز وساد) (٤). وقال ابن القيم: (من كانت بدايته مخالفة هواه وطاعة داعي رشده كانت نهايته العز والشرف والغنى والجاه عند الله وعند الناس قال أبو علي الدقاق من ملك شهوته في حال شبيبته أعزه الله تعالى في حال كهولته) (٥).

٧ - القناعة والزهد في الدنيا:

وهما سبب الخير في الدنيا والآخرة فالحرص على الدنيا وتحصيل أكثر ما يستطاع يورث الإنسان ضياع الورع في طلبه للدنيا وجمعها ولايبالي أخذها بعزة نفس أو ذل من حلال أو حرام.

٨ - الاعتصام بحبل الله ونبذ الخلافات:

قال تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا [آل عمران: ١٠٣].

وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه)) (٦). ففي الاتحاد عزة وقوة وفي التفرق ذل وضعف.

٩ - الأخذ بالأسباب المادية والمعنوية للعز والقوة:

قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [الأنفال: ٦٠].


(١) [٣٦٣١])) رواه أبو داود (١٥٤٤)، والنسائي (٨/ ٢٦١)، وابن ماجه (٧٧١)، وأحمد (٢/ ٣٠٥) (٨٠٣٩)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (٦٧٨)، والحاكم (١/ ٧٢٥)، والبيهقي (٧/ ١٢) (١٢٩٢٩). والحديث سكت عنه أبو داود، قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط مسلم، وقال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (٢٤/ ٥٤): محفوظ، وصححه ابن دقيق العيد في ((الإلمام)) (١/ ٣٢٥) كما اشترط في المقدمة، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (٣/ ٢١) كما قال في المقدمة، والسيوطي في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (١٥٤٦)، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيق ((مسند أحمد)) (١٥/ ١٩٦)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)).
(٢) [٣٦٣٢])) ((عون المعبود شرح سنن أبي داود)) للعظيم آبادي (٤/ ٢٨٢).
(٣) [٣٦٣٣])) ((الأدب النبوي)) لمحمد الخولي (١/ ٢٩١)
(٤) [٣٦٣٤])) ((غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب)) للسفاريني (٢/ ٤٥٨)
(٥) [٣٦٣٥])) ((روضة المحبين ونزهة المشتاقين)) لابن القيم (١/ ٤٨٣)
(٦) [٣٦٣٦])) رواه البخاري (٤٨١)، ومسلم (٢٥٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>