ذلك أن الغادر أظهر شيئاً في الوقت الذي أبطن فيه خلافه، ومثل هذا الصنف من الناس يجب توقيه، والحذر منه لأنه لم يعد محل ثقة ولا أمانة إذ يظهر الموافقة على العهود، والالتزام، ثم يخفي النقض والغدر.
٨ - الفضيحة على رؤوس الأشهاد:
ذلك أن الله لا يوقف عقابه للغادرين على الدنيا بل يضم إلى ذلك عقاب الآخرة، وأوله الفضيحة على رؤوس الأشهاد وما أعظمه وما أشده من عقاب.
٩ - لقاء الله أبتر اليمين:
ذلك أنه أعطى بيعة بيمينه على الوفاء بما بايع عليه، وعدم النقض وأقل عقاب يعاقبه رب العزة: أنه يبعثه من قبره ليلقى ربه وقد حرمه يمينه تلك التي بايعت وخان صاحبها البيعة وغدر بعهده.
١٠ - المساءلة غداً مع الإهانة في الكلام، ومع الحرمان من رؤية الله والجنة:
لا يقف أمر عقاب المولى للغادر عند حد الفضيحة على رؤوس الأشهاد وعند حد لقائه سبحانه له، وهو مبتور اليمين، بل يتعدى ذلك إلى المساءلة والإهانة في الكلام، والحرمان من رؤية رب العالمين والجنة.
ثانياً: آثاره على العمل الإسلامي:
كما أن للغدر آثاراً سيئة، وعواقب وخيمة على العاملين فله كذلك آثار سيئة وعواقب وخيمة على العمل الإسلامي نذكر منها:
١ - القطيعة والفرقة:
ذلك أنه إذا شاع الغدر بين أبناء المجتمع سحب كل منهم ثقته بالآخر ووقعت الخصومات وما يتبعها من القطيعة والفرقة الأمر الذي يؤدي إلى طمع الأعداء، وسعيهم للسيطرة على بلاد المسلمين وانتهاك حرماتهم من العقيدة والدم، والعقل والعرض والمال.
٢ - طول الطريق وكثرة التكاليف:
ذلك أنه إذا سيطر الأعداء، وفرضوا أنفسهم على المسلمين وديارهم: عملوا على التمكين لهم بطريق أو بأخرى.