للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذلك عند إدلاء الشاهد بالشهادة فيشهد بشهادة فيها زور وبهتان وكذب.

٤ - الغش في النصيحة:

ويكون الغش في النصيحة بعدم الصدق والإخلاص فيها، وهذا من علامات المنافقين، لأن المؤمنون نصحة والمنافقون غششة.

فعن جرير بن عبد الله، قال: ((بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم)) (١).

وعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) (٢).

٥ - الغش في تعلم العلم:

كأن يغش في الامتحانات ويحصل على شهادة لا يستحقها وقد يتبوأ بها منصباً وهو ليس أهلاً لذلك المنصب، وبهذا الغش يخرج جيل جاهل خامل منحرف، غير مؤهل لقيادة الأمة، ذو همة دنيئة.

وقد تكلم بعض العلماء عن هذا الجانب من الغش؛ نذكر من ذلك:

سؤال قدم للجنة الدائمة للإفتاء؛ مفاده: ما حكم من يغش في امتحانات الدراسة كمواد الكيمياء والطبيعة؟

فكان رد اللجنة ما يلي: الغش حرام في امتحانات الدراسة أو غيرها، وفاعله مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من غشنا فليس منا)) (٣). ولا فرق في ذلك بين كون المواد الدراسية دينية أو غير دينية (٤).

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: (الغش محرَّم في الاختِبارات، كما أنَّه محرَّم في المعاملات، فليس لأحدٍ أن يغشَّ في الاختِبارات في أيَّة مادَّة، وإذا رضي الأستاذ بذلك فهو شريكُه في الإثم والخيانة) (٥).

وقُدم له سؤال رحمه الله مفاده: ما قولُكم فيمَن يقول: إنَّ الغشَّ حرام فقط إذا كان في المواد والعلوم الشرعيَّة، ويكون مباحًا إذا كان في غيرها؛ كاللغة الإنجليزية أو التاريخ أو الرياضيات أو الهندسة أو نحوها؟

فقال - رحمه الله -: (الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن غشنا فليس مِنَّا)) (٦)، وهذا لفظ عام يعمُّ الغش في المعاملات، وفي النصيحة والمشورة، وفي العلم بجميع مواده؛ الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرِّس فعل ذلك، ولا التساهُل فيه، ولا التغاضِي عنه؛ لعموم الحديث المذكور وما جاء في معناه، ولما يترتَّب على الغشِّ من المَفاسِد والأضرار والعَواقِب الوخيمة) (٧).

وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين: (وإن مما يؤسف له أن بعض الطلاب يستأجرون من يعد لهم بحوثاً أو رسائل يحصلون على شهادات علمية أو من يحقق بعض الكتب فيقول لشخص حضر لي تراجم هؤلاء وراجع البحث الفلاني ثم يقدمه رسالة ينال بها درجة يستوجب بها أن يكون في عداد المعلمين أو ما أشبه ذلك فهذا في الحقيقة مخالف لمقصود الجامعة ومخالف للواقع وأرى أنه نوع من الخيانة لأنه لابد أن يكون المقصود من الرسالة هو الدراسة والعلم قبل كل شيء فإذا كان المقصود من ذلك الشهادة فقط فإنه لو سئل بعد أيام عن الموضوع الذي حصل على الشهادة فيه لم يجب لهذا أحذر إخواني الذي يحققون الكتب أو الذين يحضرون رسائل على هذا النحو من العاقبة الوخيمة ... ) (٨).

وسئل فضيلته أيضاً: ما نصائحكم للطلبة في أيام الامتحانات والإجازات؟


(١) رواه البخاري (٥٧)، ومسلم (٥٦).
(٢) رواه مسلم (٥٥).
(٣) رواه مسلم (١٠١).
(٤) ((فتاوى اللجنة الدائمة - ١)) (١٢/ ١٩٩).
(٥) ((مجموع فتاوى ومقالات ابن باز)) (٦/ ٣٩٧).
(٦) رواه مسلم (١٠١).
(٧) ((مجموع فتاوى ومقالات ابن باز)) (٢٤/ ٦١).
(٨) ((فتاوى يسألونك)) لحسان عفانة (١١/ ٢٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>