للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وأتى رجلٌ عمرو بن مرثدٍ فسأله أن يكلم له أمير المؤمنين، فوعده أن يفعل، فلما قام قال بعض من حضر: إنه ليس مستحقًا لما وعدته. فقال عمرو: (إن كنت صدقت في وصفك إياه فقد كذبت في ادعائك مودتنا، لأنه إن كان مستحقاً كانت اليد موضعها، وإن لم يكن مستحقًا فما زدت على أن أعلمتنا أن لنا بمغيبنا عنك مثل الذي حضرت به من غاب من إخواننا) (١).

- و (قال البخاري: ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة حرام.

- واغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له: اذكر القطن إذا وضع على عينيك.

- وقيل للربيع بن خثيم: ما نراك تعيب أحداً؟ فقال: لست عن نفسي راضياً فأتفرغ لذم الناس.

- وقال ابن المبارك: لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي) (٢).

- وعن الحسن البصري رحمه الله أن رجلاً قال له: إنك تغتابني، فقال: ما بلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي (٣).

- وعن ابن سيرين؛ قال: إنّه ذكر الغيبة فقال: (ألم تر إلى جيفة خضراء منتنة) (٤).

- وعن مجاهد في قوله تعالى: وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ قال: (الّذي يأكل لحوم النّاس، واللّمزة: الطّعّان) (٥).

- و (اغتاب ابن جلا بعض إخوانه فأرسل إليه يستحله فأبى قائلاُ: ليس في صحيفتي حسنة أحسن منها فكيف أمحوها.

- وقال الغزالي: والغيبة هي الصاعقة المهلكة للطاعات ومثل من يغتاب كمن ينصب منجنيقاً فهو يرمي به حسناته شرقاً وغرباً ويميناً وشمالاً.

- وقد قيل للحسن: اغتابك فلان فبعث إليه بطبق فيه رطب وقال: أهديت إلي بعض حسناتك فأحببت مكافأتك) (٦).

- وقيل: (دعي إبراهيم بن أدهم إلى دعوة، فحضر، فذكروا رجلاً لم يأتهم، فقالوا: إنه ثقيل؟؟ فقال إبراهيم: إنما فعل بي هذا نفسي، حيث حضرت موضعاً يغتاب فيه الناس، فخرج، ولم يأكل ثلاثة أيام) (٧).

- وقيل: (أوحى الله إلى موسى عليه السلام: من مات تائباً من الغيبة، فهو آخر من يدخل الجنة، ومن مات مصراً عليها، فهو أول من يدخل النار) (٨).


(١) ((المجالسة وجواهر العلم))، لمشهور بن حسن آل سلمان (٣/ ٥٦).
(٢) ((الأربعين النووية)) (ص٦٠٥ - ٦٠٦).
(٣) ((الأذكار النووية)) (ص٣٤٠).
(٤) ((الزهد)) لوكيع بن الجراح (ص٢٠٩).
(٥) ((الزهد)) لوكيع بن الجراح (ص٢١٢).
(٦) ((فيض القدير شرح الجامع الصغير)) لزين الدين المناوي (٣/ ١٦٦).
(٧) ((الرسالة القشيرية)) لعبد الكريم القشيري (ص١٩٤).
(٨) ((آفات اللسان)) لأبي حامد الغزالي (ص١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>