للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال النووي: (إذا احتاجت المرأة إلى كلام غير المحارم في بيع أو شراء، أو غير ذلك من المواضع التي يجوز لها كلامه فيها، فينبغي أن تفخم عبارتها وتغلظها ولا تلينها مخافة من طمعه فيها، قال الإمام أبو الحسن الواحدي من أصحابنا في كتابه (البسيط): قال أصحابنا: المرأة مندوبة إذا خاطبت الأجانب إلى الغلظة في المقالة، لان ذلك أبعد من الطمع في الريبة، وكذلك إذا خاطبت محرما عليها بالمصاهرة، ألا ترى أن الله تعالى أوصى أمهات المؤمنين وهن محرمات على التأبيد بهذه الوصية، فقال تعالى: يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب: ٣٢]. قلت: هذا الذي ذكره الواحدي من تغليظ صوتها كذا قاله أصحابنا. قال الشيخ إبراهيم المروزي من أصحابنا: طريقها في تغليظه أن تأخذ ظهر كفها بفيها وتجيب) (١).

٤ - عند إقامة الحدود:

قال تعالى في حق الزناة: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ [النور: ٢].

وعن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها قالت: (والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله) (٢).

٥ - عند ظهور العناد والاستهزاء بالدين.

٦ - عند بدور مخالفة الشرع لدى من لا يتوقع منه ذلك (٣).

كما في حديث شفاعة أسامة في المرأة المخزومية التي سرقت: ((فكلم فيها أسامة بن زيدٍ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتلون وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أتشفع في حد من حدود الله. فقال له أسامة استغفر لي يا رسول الله)) (٤).


(١) ((الأذكار)) للنووي (١/ ٢٨٠).
(٢) رواه البخاري (٦٧٨٦).
(٣) من رقم (٤ - ٦) انظر: ((من صفات الداعية مراعاة أحوال المخاطبين)) لفضل إلهي (١٨٠).
(٤) رواه البخاري (٣٤٧٥)، ومسلم (١٦٨٨) , واللفظ له.

<<  <  ج: ص:  >  >>