للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أعظم شعائر الدين وأركان الملة كلمة التوحيد: لا إله إلا الله، إذ هي الفارقة بين أهل الإسلام وعبدة الأوثان، وهي شعار الدين ودِثاره، وأوله وآخره، فلا يستقيم دين، ولا تصح ملة بدون تعظيمها وإجلالها ومحبتها وإقامتها.

يقول الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ: "ومن عرف ما جاء به الشيخ ودعا إليه؛ من توحيد الله تعالى، وإفراده بالعبادة، والبراءة من كل معبود سواه، وعرف أن هذا أصل الأصول، وأكبر القواعد، وأظهر الشعائر، وأن القرآن من أوله إلى آخره دال عليه، آمر به، مقرر له، محتج عليه، مبين له" (١).

* المسألة الثالثة * أدلة القاعدة

يمكن الاستدلال لهذه القاعدة بما يلي:

أولًا: قوله سبحانه وتعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢)} [الحج: ٣٢]، ووجه دلالة الآية: أن الله تعالى جعل تعظيم الشعائر ناتجًا عن التقوى، ومن المعلوم أن تقواه سبحانه واجبة على جميع الخلق، وكل ما كان سببًا للتقوى، أو مسببًا عنها كان مما يحبه الله تعالى ويرضى عنه، فإن تقوى الله لا تصدر إلا عن عبادة لله وتقواه، ولا يصدر عن التقوى إلا عبادة وتقوى، فظهر كون تعظيم الشعائر من العبادات التي يحبها الله ومن أعمال القلوب العظيمة المستتبعة لأعمال الجوارح (٢).

ثانيًا: إن شعائر الله تعالى هي ما أشعر الله عباده بها، وأظهر أهميتها ومكانتها، وبيَّن فضلها وعظمتها، وما يترتب عليها من الرحمة والرضوان، والثواب والإحسان، فهو الذي أمر بتعظيمها في كتابه


(١) مصباح الظلام (ص ٣١٣).
(٢) تبيين الحقائق (٢/ ٩١).