للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحالًا، وقصدًا" (١).

وقال المناوي: "والشهادتان: هما الأساس الكلي الحامل لجميع ذلك البناء، ولبقية تلك القواعد" (٢).

ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز: "إن هاتين الشهادتين هما أصل الدين وأساس الملة وقاعدة الإسلام التي عليها مداره" (٣).

ويقول رحمه الله: "ومعلوم أن أصل الدين وأساسه وقاعدته التي عليها مدار أعمال العباد، هي تحقيق معنى شهادة أن لا إله إلا اللّه، وأن محمدًا رسول اللّه؛ قولًا: وعملًا، وعقيدة" (٤).

* المسألة الرابعة * فوائد القاعدة وتطبيقاتها

لا يخفى علينا مكانة هذه القاعدة ومنزلتها من الدين، إذ لا يكاد يخلو باب من أبواب الدين إلا وله تعلق بهذه القاعدة، ولذا بنى أهل العلم على هذه القاعدة كثيرًا من التطبيقات والفوائد، وفيما يأتي بعض ما وقفت عليه من ذلك:

أولًا: إن جميع الفرق، والمذاهب، والطوائف، بل وسائر المعتقدات، والأديان المحرفة الباطلة التي خالفت منهج أهل السُّنَّة والجماعة، وضلت الصراط المستقيم فإنما حصل ذلك بسبب إخلالها بهذين الأصلين العظيمين اللذين تضمنتهما القاعدة، أو بأحدهما، وما من صاحب بدعة أو شَرّ أو ضلال إلا وسبب ضلاله وانحرافه عدم تحقيقه


(١) مدارج السالكين (١/ ١٦٧)، وانظر: إغاثة اللهفان (٢/ ١٣٤).
(٢) فيض القدير (٣/ ٢٠٨).
(٣) مجموع الفتاوى ومقالات متنوعة (٢/ ٣٣٦).
(٤) المصدر نفسه (١٦/ ٢٤٢)، وانظر: (٧/ ٣٩).