للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول الشيخ عبد الرحمن بن قاسم بعد ذكره لكلام الإمام المجدد في حديث أبي مالك الأشجعي عن أبيه: "وهذا -أي: الكفر بالطاغوت- هو الشرط المصحح لقول لا إله إلا الله، فلا يصح قولها بدون هذه الخمس التي ذكر أصلًا" (١).

* المسألة الرابعة * أقوال أهل العلم في تقرير معنى القاعدة

من الواضح المستبين لمن ناظر أقوال أهل العلم، وتأمَّل تقريراتهم في هذا الباب اهتمامهم البالغ، وحرصهم العظيم على تجلية مسائل الكفر بالطاغوت، وبيان مكانته من الدين، ولا يبعد ذلك عليهم بعد أن عرفنا مكانة هذا الركن الأكبر، والأصل الأعظم لدين الإسلام؛ إذ هو المتمثِّل في جانب النفي في كلمة التوحيد، وفيما يأتي أذكر بعض أقوالهم التي وقفت عليها في ذلك:

يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "لأن الكفر بالطاغوت ركن التوحيد كما في آية البقرة، فإذا لم يحصل هذا الركن لم يكن موحدًا" (٢).

وقال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن أبا بطين: "ومن المعلوم أنّه لا يصحّ إسلام إنسان حتّى يكفر بالطّاغوت وهو كلّ ما عبد من دون الله {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [البقرة: ٢٥٦]، وفي الحديث الصحيح: "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه"، والكفر بذلك: البراءة منه، واعتقاد


(١) حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم (ص ٧٢).
(٢) فتح المجيد (ص ٣٢٨)، وقرة عيون الموحدين (ص ١٩٤)، وقرَّر المعنى نفسه الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في حاشيته على كتاب التوحيد. انظر: (ص ٢٨٤).