للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويطلق القعود على ما فيه لبث بخلاف الجلوس؛ ولهذا يقال: قواعد البيت، ولا يقال: جوالسه، ويقال أيضًا: فلان جليس الملك، ولا يقال: قعيده، ويقال أيضًا لمن كان قائمًا: اقعد، ولمن كان نائمًا أو ساجدًا: اجلس؛ وذلك لكون القعود: انتقال من علو إلى سفل، ولهذا قيل لمن أصيبت رجله: قعد، والجلوس: انتقال من سفل إلى علو، ومنه سميت نجد جلسا لارتفاعها، ويقال: الرجال قُعَّاد جمع قاعد، كما يقال: ركاب في جمع راكب (١).

وذو القِعْدَة: شهر كانت العرب تقعد فيه عن الأسفار، والقِعْدَة: الدابة تُقْتَعَد للركوب خاصة، والقعود من الإبل كذلك، وقواعد البيت أساسه، وقواعد الهودج: خشبات أربع معترضات في أسفله (٢).

فالقاعدة هي الأصل والأساس لما فوقها، وتجمع على قواعد، ومنها الحسية كقواعد البيت، ومنها المعنوية كقواعد الدين وقواعد الفقه (٣)، وعليه فمدار مادة قعد تدل على الثبوت، وتفيد الاستقرار (٤).

* المطلب الثاني * القاعدة اصطلاحًا

قبل الكلام على معنى القواعد المتعلقة بالعقيدة وخاصة في التوحيد أتناول معنى القاعدة اصطلاحًا عند أهل الفقه والأصول، إذ هم أكثر من تكلم في ذلك، لكثرة التقعيد وشهرته عندهم، ولاتفاق معنى القواعد في الجملة بين سائر العلوم.

ولقد اختلفت تعبيرات أهل الفقه وأصوله في معنى القاعدة، وهي


(١) انظر: الكليات، للكفوي (ص ٧٢٨).
(٢) انظر: مقاييس اللغة (٥/ ١٠٩).
(٣) انظر: شرح القواعد السعدية، للزامل (ص ٨).
(٤) انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن، لشهاب الدين المصري (ص ١٠٨)، وقاعدة العادة محكمة، دراسة نظرية تأصيلية تطبيقية، د. الباحسين (ص ١٣).