للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* المسألة الثالثة * أقوال أهل العلم في تقرير معنى القاعدة

لقد تضافرت أقوال أهل العلم، وتنوعت عباراتهم في بيان القاعدة وتقريرها لما لها من الأهمية العظمى في بيان حقيقة مقاصد المشركين في عبادتهم لغير الله تعالى، وفيما يلي أذكر بعضًا مما وقفت عليه من ذلك:

يقول الإمام ابن تيمية: "والمشرك يقصد فيما يشرك به أن يشفع له، أو يتقرب بعبادته إلى الله، أو يكون قد أحبه كما يحب الله" (١).

ويقول رحمه الله أيضًا: "وكانوا يتخذون آلهتهم وسائط تقربهم إلى الله زلفى وتشفع لهم" (٢).

ويقول -الإمام المجدد- الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القواعد الأربع: " القاعدة الثانية: أنهم - أي: المشركون - يقولون: ما دعوناهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة، والشفاعة، ونريد من الله لا منهم، لكن بشفاعتهم، والتقرب إلى الله بهم" (٣).

ويقول الشيخ سليمان آل الشيخ: "وقال تعالى: {فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨)} [الأحقاف: ٢٨]، فهذا هو مقصود المشركين ممن عبدوهم وهو الشفاعة لهم عند الله" (٤).

ويقول الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ: "ومن له أدنى نهمة في العلم، والتفات إلى ما جاءت به الرسل، يعرف أن المشركين من كل أمة في كل قرن ما قصدوا من معبوداتهم، وآلهتهم التي عبدوها مع الله إلا


(١) الرد على الأخنائي (٤٠).
(٢) اقتضاء الصراط (٤٤٢).
(٣) الدرر السنية في الأجوبة النجدية (٢/ ٢٤).
(٤) تيسير العزيز الحميد (٢٢٢).