للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧)} [المؤمنون: ٨٤ - ٨٧]، فهذا شرك القوم واتخاذهم الآلهة الذي كان سببًا أن سجّل عليهم ربهم الكريم بالشرك والغي والضلالة والكفر والظلم والجهالة" (١).

* المسألة الخامسة* فوائد القاعدة وتطبيقاتها

فيما يأتي بعض الفوائد التي ظهرت لي من خلال دراسة هذه القاعدة:

أولًا: أن الإقرار بتوحيد الربوبية أمر فطري فطر الله عليه عباده، وهو مستقر في نفس كل إنسان ولذا لم تكن خصومة الرسل مع أقوامهم في تقريره وإثباته؛ إذ إنه لا يحتاج إلى دليل.

ثانيًا: إقرار المشركين بتوحيد الربوبية لا يصح منهم ولا يقبل منهم، ولا يثابون عليه يوم القيامة؛ لأنَّهم لم يأتوا به على الوجه الصحيح، وهو القيام بلازمه من توحيد العبادة، وعليه فلا يقال: إن المشركين وحدوا الله في ربوبيته؛ إذ إن إقرارهم لا قيمة له عند الله تبارك وتعالى.


(١) انظر: معارج الألباب، للنعمي (٢/ ٦٨٨ - ٦٩٣).