بعض تلك المسميات، والاسم المقرون به دال على باقيها، وهذا كاسم الفقير والمسكين؛ فإذا أفرد أحدهما دخل فيه كل من هو محتاج، فإذا قرن أحدهما بالآخر دل الاسمين على بعض أنواع ذوي الحاجات والآخر على باقيها، فكهذا اسم الإسلام والإيمان إذا أفرد أحدهما دخل فيه الآخر، ودل بانفراده على ما يدل عليه الآخر بانفراده، فإذا قُرِنَ بينهما دل أحدهما على بعض ما يدل عليه بانفراده، ودل الآخر على الباقي، وقد صرح بهذا المعنى جماعة من الأئمة" (١).
فخلاصة القاعدة: أنها دلت على تغاير مفهومي الربوبية والألوهية، وأنه في حال اجتماعهما في النصوص فلكل واحد منهما معنى، وعند افتراقهما فكل واحد منهما يتضمن معنى الآخر ويشمله.
* المسألة الثالثة* أدلة القاعدة
دلَّ على صحة القاعدة أدلة متعددة منها:
١ - تفريق أهل اللغة وأرباب العربية بين مدلول كلمة (رب) ومدلول كلمة (إله)، فذكروا أن معنى الرب الخالق المالك المدبر شؤون عباده ومصلحها، وأن الإله هو المألوه المعبود الذي تألهه القلوب خضوعًا وحبًا وخوفًا ورجاء كما سبق بيان ذلك.
٢ - النصوص الشرعية أيدت هذا التباين، وقررت هذا الفرق، فالمتأمل لنصوص الشرع يجدها قد دلَّت على عدم اتحاد معنى (الرب) و (الإله)، وذلك بما ورد فيها من اجتماع كلمة (الرب) و (الإله) في سياق واحد، مما يدل على أن لكل كلمة معنى خاصًا بها وإلا كان تكرارًا يتنزه الشرع عنه، ومن تلك النصوص: