للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سؤال عن حكم التبرك بالأموات: "لا يجوز لأحد أن يتبرك بالأموات أو قبورهم ... ؛ لأن العبادة حق الله وحده ومنه تطلب البركة وهو سبحانه هو الموصوف بالتبارك كما قال عزَّ وجلَّ في سورة الفرقان: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (١)} [الفرقان: ١]، وقال سبحانه: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)} [الملك: ١]، ومعنى ذلك: أنه سبحانه بلغ النهاية في العظمة والبركة" (١).

* المسألة الخامسة [*]: فوائد القاعدة وتطبيقاتها

المتأمل لهذه القاعدة يظهر له العديد من الفوائد والفروع التي يمكن الاستفادة منها، وفيما يلي أستعرض ما ظهر لي من ذلك:

أولًا: دلت القاعدة على أن البركة والتبارك والمباركة من الصفات الذاتية الفعلية لله سُبَحانهُ وتَعَالى، فبركته في ذاته مستلزمة لمباركته تبارك وتعالى لمن شاء من خلقه، وهذه المباركة هي صفة فعل لله تعالى، والفعل منها (بَارَكَ)، والمفعول منها (مُبَارَك).

وقد ذكرت فيما مضى طرفًا من الآيات القرآنية، وأقوال أهل العلم الدالة على هذا المعنى.

ومما يدل على أن البركة صفة لله تبارك وتعالى ما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "بينا أيوب يغتسل عريانًا فخرَّ عليه جراد من ذهب، فجعل أيوب يحتثي في ثوبه فناداه ربه: يا أيوب، ألم أكن أغنيتك عما ترى، قال: بلى وعزتك، ولكن لا غنى بي عن بركتك" (٢).


(١) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رَحِمَهُ الله (٤/ ٣٣٠).
(٢) البخاري في الصحيح، كتاب الغسل، باب: من اغتسل عريانًا (١/ ١٠٧)، رقم (٢٧٥).

[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بالمطبوع «السادسة»