قاعدة المشركون الأولون يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركو زماننا شركهم دائم في الشدة والرخاء
وتشتمل على عدة مسائل:
* المسألة الأولى * بيان معنى القاعدة
أشارت القاعدة إلى طبيعة الشرك الذي كان عند العرب الأوائل الذي بعث فيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأنهم كانوا على حالتين؛ الأولى: وهي حالة الرخاء فكانوا يشركون الأصنام والآلهة مع الله تعالى في العبادة، والثانية: حالة الشدة والكرب ونزول العذاب فكانوا يرجعون إلى الله تعالى بالتوحيد، ويفردونه سبحانه بالعبادة، فيخلصون له الدعاء ويتضرعون إليه بالسؤال وطلب النجاة، وعندها ينسون ما كانوا يشركونه من الأنداد والآلهة؛ لعلمهم بأن ساعات الشدة والعذاب لا ينجي منها إلا الرب سبحانه وجلَّ في علاه.
وهذا يدل على أن لعقولهم نوع سلامة، حيث عرفوا أنه لا ينفع في حال الشدة سوى الله تعالى، وهذه المعرفة ناتجة عن الفطرة التي فطرت عليها قلوب الخلق عامة، ولكنها تغفل وتنسى في حال الرخاء فتعود أدراجها إلى ما كانت تشرك به من قبل، فمتى جاء الاضطرار رجعت